وَلِمُسلمٍ عَن
ابْنِ عَمرِو بنِ العَاصِ رضي الله عنهما، عَن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
أنَّه قَالَ: «إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ فَارِس وَالرُّومُ، أَيُّ قَوْمٍ
أَنْتُمْ؟» قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَقُولُ كَمَا أَمَرَ اللهُ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، تَتَنَافَسُونَ،
ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ، ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ، ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ، أَوْ نَحْوَ
ذَلِكَ، ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ فِي مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ، فَتَجْعَلُونَ
بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ» ([1]).
****
مِن الأخبَارِ الّتِي أَخبَرَ بِهَا النّبيُّ
صلى الله عليه وسلم فِي المُستقبَلِ أنَّ اللهَ جل وعلا يَنشُرُ هَذَا الدِّينَ
فِي مَشارِقِ الأَرضِ وَمَغَارِبِها، وَأنَّه يَتوَسَّعُ مُلكُ المُسلِمِين.
وكَانَتْ
فِي عَهدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دَولَتَانِ عَظِيمَتَانِ:
دَولةُ
الفُرسِ فِي المَشرِقِ، تُسَمَّى دَولةُ فَارِسٍ، وَهُم
المَجُوسُ.
ودَولَةُ
الرُّومِ فِي المَغرِبِ، وَهُم أهلُ الكِتَابِ مِن
النَّصَارَى.
دَولتَانِ
عَظِيمَتَان، مَن الّذِي يُفَكرُ أنَّ المُسلِمِين سَيتَغَلّبُون عَلَى هَاتَيْن
الدَّولَتَيْن، إلاَّ أنَّ اللهَ جل وعلا يَنصُرُ دِينَه، وَيُعلِي كَلِمتَه،
وَيُظهِرُ دِينَه عَلَى الدِّينِ كُلِّه، هَذَا وَعدُ اللهِ جل وعلا بِه، وَعْدُ
الحقِّ، حصَلَ هَذَا، فَجَاهَدَ المُسلِمُون بَعْدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم،
فَغَزُوا فَارِسَ، حتَّى أَسقَطُوهَا، وَغَزُوا الرُّومَ، حَتَّى أَسقَطُوهُم،
اسْتَولُوا عَلَى بِلاَدِهِم وَعَلَى أَموَالِهِم.
لكنْ سَأَلَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم أَصحَابَه: كَيْفَ تَكُونُونَ فِي هَذَا الوَقتِ؟