عَلَى الدّنيَا، مِن الانْشِغَالِ بِهَا، مِن
التَّحاسُدِ فِيمَا بَيْنَهم، حتَّى يَؤُولُ الأمْرُ إلَى سَفكِ الدِّمَاءِ فِيمَا
بَينَهُم.
الرَّسُولُ
صلى الله عليه وسلم حَذَّرَ أُمتَه عِنْدَ ذَلِك، حَذَّرَهم مِن هَذَا الخطَرِ فِي
المُستَقبَلِ، وَقَد حَصَلَ مَا تَوقَّعَه صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه لاَ يَنطِقُ
عَن الهَوَى.
وقَد
بَيَّن لأُمتِهِ كلَّ شَيءٍ - كمَا يَأتِي فِي الحَدِيثِ -، لَم يَترُكْ شَيئًا
إلاَّ بَيَّنَه؛ الشرّ حَذَّرَهم مِنْه، والخَير رَغَّبَهُم فِيهِ، مَا كَانَ مِن
نَبِيٍّ إلاَّ دَلَّ أُمتَه عَلَى خَيرِ يَعْلَمُهُ لَهُم، وحَذَّرَهم مِن شَرِّ
مَا يَعلَمُه لَهُم، وَهَذَا مِن النُّصحِ لِلأمَّةِ، مِن نُصْحِهِ صلى الله عليه
وسلم.
فَفِيهِ
أوَّلاً: الإِخبَارُ بِشَيءٍ مِن المُغَيَّبَاتِ، وهَذَا مِن
مُعجِزَاتِه صلى الله عليه وسلم.
وَفِيهِ
ثَانِيًا: التَّحذِيرُ مِن الفِتنَةِ؛ فِتنَةُ تَوسُّعِ الدّنيَا
عَلَى النَّاسِ، وَأنَّها خَطرٌ عَلَى الدِّينِ.
****