×
شرح كتاب الفتن والحوداث

ولاَ بُدَّ - أيْضًا -: أنْ يَكُونَ هُنَاكَ مَن يَضْبِطُها مِن أوْلِيَائِها؛ زَوْجُها وأوْلِيَائُها، فتُضْبَطُ المَرأةُ، وإِلاّ فَإنَّها تَكُونُ سَببًا فِي هَلاَكِ الأمَّةِ؛ لأنَّ المَرأَةَ فتْنَةٌ، وهِيَ أضَرُّ علَى الرِّجَالِ مِن غَيرِهَا؛ فِتنَةُ الشَّهوَةِ.

فالمَرْأةُ لاَ بُدَّ أنْ تُضْبَطَ، وتَلتَزِمَ بِالآدَابِ الشَّرعِيّةِ، الّتِي فِيهَا حِفْظُها - حِفْظُ عِفَّتِها، وَحِفْظُ كَرَامَتِهَا -، وَإِلاَّ إِذَا تُرِكَتْ بِدُونِ رَقَابَةٍ، فَإنَّ المَرأَةَ ضَعِيفَةٌ، والشَّيْطَانُ حَرِيصٌ عَلَيْهَا؛ يَؤُزُّها، وتُرِيدُ أنْ تَكُونَ أَحسَنَ مِن غَيرِهَا، وَتُرِيدُ أنْ تَكُونَ مَحَطَّ أنْظَارِ الرِّجَالِ، وَأنْ يَمْدَحُوها، وأَنْ يَتَعَلَّقُوا بِهَا، هَذَا مِن طَبِيعَةِ المَرأَةِ، فَهَذَا فِيهِ التَّحذِيرُ مِن فِتنَةِ النِّسَاءِ.

إذَا لَم تُضْبَطْ فَإنَّها تَكُونُ سَببًا لِهَلاَكِ المُجتَمَعِ؛ لأنَّ الزِّنَا - وَالعِيَاذُ بِاللهِ - هُو سبَبُ دَمَارِ المُجتَمَعِ: ﴿إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا [الإسراء: 32]، يُفسِدُ الأَخلاَقَ، يُضَيِّعُ النَّسلَ، يُذهِبُ الحَيَاءَ، يَنشُرُ الأَمْرَاضَ فِي المُجتَمَعِ، يُسَبِّبُ غَضَبَ اللهِ عز وجل وَحُلُولُ النِّقْمَاتِ، فَلاَ بُدَّ أنْ تُضبَطَ المَرأَةُ، لاَ بُدَّ مِن هَذَا.

وهنَاكَ الآنَ مَن يُنَادِي بِحُرِّيَّةِ المَرأةِ؛ حُرِّيّةُ المَرأَةِ بِمَعنَى خُرُوجِها عَلَى الآدَابِ الشَّرعِيَّةِ، هَذِه حُرِّيّتُها عِنْدَهم، مَعَ أنَّ حُرِّيَتَها الصَّحِيحَةَ هِيَ فِي الْتِزَامِ الآدَابِ الشَّرعِيّةِ؛ تتَخَلَّصُ مِن رِقِّ الشَّهَوَاتِ، وَتَتَخَلَّصُ مِنْ رَغبةِ الفُسَّاقِ فِيهَا، فَهِي ذَلِيلةٌ، يَستَعْبِدُها أَصْحَابُ الشَّهوَاتِ، فَلاَ تَكُونُ حُرَّةً إِلاَّ بِالتِزَامِ الأَحكَامِ الشَّرعِيّةِ، الشَّرعُ حرَّرَها مِن الهَوَانِ، حَرَّرَهَا مِن الفَسَادِ، حَرَّرَها مِن كلِّ رَذِيلةٍ، ضَبَطَهَا، كَرَّمَها، عَزَّزَها، صَانَهَا، المَرأَةُ المُسلِمَةُ عَزَّزَها اللهُ جل وعلا، حَفِظَهَا، وَضَبَطَها، وَلِهَذَا وُضِعَتْ ضَوَابِطُ


الشرح