ولمُسلِمٍ مِن
حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ
فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا
النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ»
([1]).
****
قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ»،
هذِه - أيضًا - فِتنَةٌ، مِن أنْوَاعِ الفِتَنِ فِتنَةُ الدّنيَا، الدُّنيَا بِمَا
فِيهَا مِن الزِّينَةِ، بِمَا فِيهَا مِن الأَمْوَالِ، بِمَا فِيهَا مِن الجَاهِ
فِتنَةٌ، خَطَرٌ عَلَى الدِّينِ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «حُلْوَةٌ»: حُلوَةُ المَذَاقِ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «خَضِرَةٌ»: حُلوَةٌ فِي طَعْمِهَا، وَخَضِرَةٌ فِي لَوْنِها؛ فَهِي
تَجذِبُ الإنسَانَ فِي طَعْمِها وحَلاَوَتِها، تَجذِبُه فِي مَنْظَرِها،
وَخُضْرَتِها تَجذِبُ الإنْسَانَ، هَذَا سَببُ الفِتنَةِ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا»: الخِطَابُ هَذَا
لِلمُسلِمِين.
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ»: الاسْتِخْلاَفُ: أنْ يَجْعَلَكُم بَعْدَ قَومٍ مَضُوا؛ لأِنَّ البَقَاءَ للهِ عز وجل: ﴿كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ﴾ [الرحمن: 26]، فَيَذهَبُ جِيلٌ، وَيَأتِي جِيلٌ، مَا مِن أَحدٍ يَستَمِرُّ فِي هَذِه الحيَاةِ، إنَّمَا يَأخُذُ مِن الحَيَاةِ مَا قُدِّرَ لَه مِن العُمرِ فَقَطْ، وَتَذهَبُ الأجيَالُ، وَتَأتِي بَعدَهَا أَجيَالٌ، إلَى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، تَنْتَهِي الدُّنيَا، ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَٰٓئِفَ ٱلۡأَرۡضِ﴾ [الأنعام: 165]؛ يَخلُفُ بَعْضُكُم بَعْضًا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2742).