مَن أرَادَ أنْ يُزَحزَحَ عَن النَّارِ،
ويَدخُلُ ُالجَنّةَ، فَإنَّه لاَ بُدَّ أنْ يَأخُذَ بِمَا أَوصَى بِه الرَّسُولُ
صلى الله عليه وسلم، قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ
فَقَدۡ فَازَۗ﴾ [آل عمران: 185]، لاَ
يَفُوزُ إلاَّ هَذَا فَقَطْ: ﴿فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ
فَقَدۡ فَازَۗ﴾، وَمَن لَم يُزَحْزَحْ عَن
النَّارِ، وَلَم يَدخُلْ الجَنّةَ، فَقَدْ هَلَكَ.
لكِنْ
مَا الطَّرِيقُ إِلَى هَذَا؟
قالَ
صلى الله عليه وسلم: «فَلْتَأتِهِ مَنِيَّتُه»؛ يَعنِي: يَأتِيهِ المَوتُ، وَهُو
مُتمسِّكٌ بِدِينِه.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخرِ»؛
يتَمسَّكُ بِدِينِه وَالإِيمَانِ بِاللهِ وَاليَومِ الآخرِ إلَى أنْ يَمُوتَ،
أمَّا إذَا زَاغَ، وَضَلَّ، وانْحَرَف، وَمَاتَ عَلَى غَيرِ الإِيمَانِ، فَإنَّه
يَهلَكُ - وَالعِياذُ بِاللهِ -.
والإِيمَانُ
لَيسَ بِالتّحَلِّي، ولاَ بِالتَّمنِّي؛ كَمَا يَقُولُ الحسَنُ البَصرِيّ رحمه
الله، كلٌّ يَقُولُ أنَا مُؤمِنٌ: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ
ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ﴾
[البقرة: 8]، ليْسَ كلُّ مَن قَالَ: أنَا مُؤمنٌ. يَكُونُ مُؤمِنًا، حتَّى يُحقّقَ
ذَلِك، حتَّى يُحقِّقَ هذَا الإِيمَانَ.
والإِيمَانُ
- كَمَا بَيَّنَه عُلَمَاءُ الأمَّةِ وَالأَئِمَّةُ -: «قَولٌ بِاللسَانِ، وَاعْتِقَادٌ بِالقَلبِ وَعَمَلٌ بِالجَوَارِحِ،
يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ، وَيَنْقُصُ بِالمَعصِيَةِ».
دَعكَ
مِن قَولِ المُرجِئَةِ وَقَولِ الضُّلاَّلِ، اتْرُكْهُم، خُذْ هَذاَ التَّعرِيفَ،
وَامشِ عَلَيهِ، وَلاَ تَنظُرْ إلَى أَقوَالِ الآخَرِينَ؛ نَحْنُ نَسيِرُ عَلَى
جَادَّةٍ وَاضِحةٍ، عِنْدَنَا كتُبٌ سَلِيمَةٌ مَدرُوسَةٌ مُتَدَاوَلةٌ مِن
قَدِيمٍ، سَارَ عَليهَا مَن قَبلَنَا فِي الإِيمَانِ وَفِي غَيرِهِ. لمَاذَا لاَ
نَأخُذُ «قَالَ فُلاَنٌ» وَ«قَالَ عِلاَّنٌ»،