×
شرح كتاب الفتن والحوداث

«قَالَ»، «قَالَ»؟ لَم نُكلَّفْ بِهَذَا، لَخَّصَهُ عُلمَاءُ الأمَّةِ بِهَذِه الكَلِمَاتِ: «قَولٌ بِاللسَانِ، وَاعْتِقَادٌ بِالقَلبِ وَعَمَلٌ بِالجَوَارِحِ، يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ، وَيَنْقُصُ بِالمَعصِيَةِ».

وشَرْحُ ذَلِكَ مَوجُودٌ فِي كتَابِ اللهِ، وَفِي سُنّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم َ، وَفِي كَلاَمِ أَهلِ العِلمِ الثِّقَاتِ، فَلِمَاذَا نَأخُذُ يَمِينًا وَشِمَالاً، وَ«قَالَ فُلاَنٌ»، وَ«قَالَ عِلاَّنٌ»، ونَتْرُكُ «قَالَ اللهُ» وَ«قَالَ الرَّسُولُ»، وَمَا قَالَه سَلَفُ هَذِه الأمَّةِ وَالإِيمَانُ بِاللهِ عز وجل ؟!

بَعضُ النَّاسِ انْشَغَلُوا بِالجِدَالِ - والعِيَاذُ بِاللهِ -، انْشَغَلُوا بِالجِدَالِ فِي المَسَائلِ المُهِمَّةِ، وَلَيْسَتَ بِالمَسَائلِ الخَفِيفَةِ، انْشَغَلُوا بِالجِدَالِ فِي المَسَائلِ المُهِمَّةِ وَالقَضَايَا المُسلَّمَةِ، انْشَغَلُوا بِهَا وتَركُوا العَملَ، تَعَادُوا، تَقَاطَعُوا، تَدَابَرُوا.

يَا عِبَادَ اللهِ! لاَ يَجُوزُ لنَا هَذَا، إنْ كنْتَ تُرِيدُ أنْ تُزَحْزَحَ عَن النَّارِ وَتَدخُلَ الجَنَّةَ، فكُن مُؤمِنًا، لَيْسَ هُنَاكَ طَرِيقٌ إلاَّ هَذَا، كيْفَ تَكُونُ مُؤمِنًا؟ هذَا مَوجُودٌ - وَالحَمدُ للهِ -، مَوجُودٌ ومُوضَّحٌ، وَلاَ حَاجَةَ إلَى جِدَالٍ، وَلاَ البَحثِ يَمِينًا وَشِمَالاً، وَانْشِغَال الوَقتِ إمَّا يُورِثُ العدَاوَةَ، وتَقطُّع المُسلِميِن بَينَهُم، هَذَا الّذِي يُرِيدُهُ شَيَاطِينُ الإِنْسِ وَالجِنِّ، يُرِيدُونَ الفِتنَةَ، وَيُؤَجِّجُونَ الخِلاَفَ.

الخِلاَفُ مَوجُودٌ طَبِيعَةٌ فِي البَشَرِ، لَكنَّ - الحَمدُ للهِ - هنَاكَ طَرِيقٌ نَنْجُو بِه مِن الخِلاَفِ، وَهُو التّمسُّكُ بِكِتَابِ اللهِ وَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وبمَا كَانَ عَلَيهِ سَلَفُ الأمَّةِ، هَذَا هُو النَّجَاةُ مِن الخِلاَفِ وَمَا يَتَّبِعهًُ


الشرح