×
شرح كتاب الفتن والحوداث

هذَا الأمْرُ الأَوَّلُ: الإِيمَانُ بِاللهِ والإيمَانُ بِاليَومِ الآخِرِ؛ ﴿مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ [البقرة: 62].

﴿مَنۡ ءَامَنَ الإيمَانَ الصَّحِيحَ بِأَسمَائِهِ وَصِفَاتِه، وأَطَاعَه، وَامتَثَلَ أَمرَهُ، وَتَرَكَ نَهيَه، هذَا الإِيمَانُ بِاللهِ عز وجل.

تُؤمِنُ بِاليَومِ الآخِرِ؛ أنَّه لاَ بُدَّ مِن البَعثِ وَالنُّشُورِ وَالحِسَاب،ِ والجَنَّةِ والنَّارِ؛ فتَعمَلُ لِهَذَا اليَومِ، تَستَعِدُّ لِهَذا اليَومِ.

فإذَا آمَنَ بِاللهِ الإيمَانَ الصَّحيحَ، وآمَنَ بِاليَومِ الآخِرِ، وعَمِلَ صَالِحًا نَجَا، وَإِذَا تَعَاملَ مَعَ النَّاسِ بِمَا يُحِبُّ أنْ يَتَعَامَلُوا بِه مَعَه، قَاسَهُم عَلَى نَفسِهِ، أَنصَفَهُم مِن نَفسِهِ، نَجَا - أَيْضًا - مِن شَرِّهِم وَمْن إِثْمِهِم، فَهَذا سَبِيلُ النَّجاةِ لِمَنْ يُرِيدُ النَّجَاةَ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «فَمَنْ أَحَبَّ»؛ يَعنِي: رَغِبَ. مَن رَغِبَ «أنْ يُزَحْزَحَ عَن النَّارِ، وَيَدْخُلَ الجَنَّةَ»، فَليَأْخُذْ بِهَذَيْن المَبْدَأَيْن: «يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآَخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الّذِي يُحِبُّ أنْ يُؤتَى إِلَيهِ»، فَهَذا مِن جَوَامعِ الكَلِمِ النَّبوِيّةِ، وَغَيرُ هَذا لاَ تَبْحَثُ؛ جِدَالٌ، نِقَاشٌ مَعَ فُلانٍ، مَعَ عِلاَّنٍ، قَالَ فُلاَن، لاَ تَبْحَثُ؛ هَذَا يَشغَلُكَ، وَلاَ تَحصُلُ علَى طَائلٍ، تَعِيشُ عَلَى الجَدَلِ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إنِ استَطَاعَ، فَإنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ، فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ»، كذَلِكَ لُزُومُ الجمَاعَةِ.

سَبِيلُ النَّجاةِ: يُؤمِنُ بِاللهِ واليَومِ الآخِرِ، وَيُحِبّ أنْ يَأتِي إلَى النَّاسِ مَا يُؤتَى إلَيهِ، كذَلِك يَلزَمُ جَماعَةَ المُسلِمِين وَإِمَامَهَم.


الشرح