×
شرح كتاب الفتن والحوداث

بِسُهُولةٍ أمْ يُكْسَرُ؟ هذَا كِنَايةٌ عَن هَلْ يُقتَلُ عُمَرُ رضي الله عنه، هَذَا سِرٌّ بَيْنَ حُذَيفَةَ وَبَيْنَ عُمَرَ؛ «أَفَيُكْسَرُ البَابُ أَمْ يُفْتَحُ؟»؛ يَعنِي: يُقتَلُ هَذَا الرَّجُلُ، الّذِي جَعَلَه اللهُ بَابًا، سَدًّا عَن الفِتنَةِ، أوْ أنَّ البَابَ يُفتَحُ بِدُونِ قَتلٍ؟

قَولُه رضي الله عنه: «قُلْتُ: لاَ، بَلْ يُكْسَرُ»، هَذَا فِيهِ إِشَارةٌ إِلَى قَتْلِ عُمُرَ رضي الله عنه، وَقَد حَصَلَ.

قَولُه رضي الله عنه: «ذَلِكَ أَحْرَى أنْ لاَ يُغْلَقَ أَبَدًا»؛ أَيْ: أَقرَبُ ألاَّ يُغْلَقُ؛ لأِنَّ بَابَ الفتنَةِ إذَا فُتِحَ، فَإنَّه لاَ يُغْلَقُ، صَعُبَ إِغلاَقُهُ، فَفِيهِ التَّحذِيرُ مِن فَتْحِ بَابِ الفِتنَةِ؛ لأِنَّه لاَ يُمكِنُ إِغْلاَقُه بَعْدَ ذَلِك، لَكِنْ طَالَمَا أنَّه مُغْلَقُ فَالأَمْرُ سَهلٌ.

قَولُه: «قَالَ: فَقُلْنَا لِحُذَيفَةَ: هَلْ كَانَ عُمَرُ يَعلَمُ مَن البَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا يَعْلَمُ أنَّ دُونَ غَدٍ اللَّيْلَة»؛ يَعنِي: عُمَرُ رضي الله عنه يَعلَمُ مَا المُرَادُ بِالبَابِ، هَذَا سِرٌّ بَينَهُ وَبَيْنَ حُذَيفَةَ، يَعلَمُ أنَّه هُو البَابُ، وأنَّ كَسرَهُ قَتْلُ عُمَرَ رضي الله عنه.

قَولُه: «إِنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ، قَالَ: فَهِبْنَا أنْ نَسْأَلَ حُذَيفَةَ: مَن البَابُ؟»؛ هَابُوا أنْ يَسأَلُوا حُذَيفَةَ رضي الله عنه: مَن البَابُ؛ لأِنَّ هَذَا مُوحِشٌ، فَأَمَرُوا مَسْرُوقًا - مِن التَّابِعِينَ -: أنْ يَسْأَلَ حُذَيفَةَ رضي الله عنه عَن هَذَا البَابِ.

قَولُه: «فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ: سَلْهُ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: عُمَرُ»؛ البَابُ عُمَرُ رضي الله عنه، وكَسْرُهُ قَتْلُهُ رضي الله عنه، وَقَد حَصَلَ مَا تَخَوَّفَه، قَتَلَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ المَجُوسِيّ.

الحَمدُ للهِ أنَّ قَتْلَهُ لَم يكُنْ بِيَدِ مُسلِمٍ، وإِنَّمَا كَانَ بِيَدِ مَجُوسِيٍّ، ولَكِنَّ قَتْلَ عُثْمَانَ رضي الله عنه كَانَ بِيَدِ مُسلِمِين - مَعَ الأَسَفِ -؛ خَوَارِجُ مِن المُسلِمِين.

****


الشرح