وَلأَبِي دَاوُدَ
عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمِ اللَّيْثِيِّ. قَالَ: أَتَيْنَا الْيَشْكُرِيَّ فِي رَهْطٍ
مِنْ بَنِي لَيْثٍ، فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ فَقُلْنَا: بَنُو لَيْثٍ، أَتَيْنَاكَ
نَسْأَلُكَ عَنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى
قَافِلِيْنَ، وَغَلَتِ الدَّوَابُّ بِالكُوفَةِ. قَالَ: فَسَأَلْتُ أبا مُوسَى
أَنَا وَصَاحِبٌ لِي، فَأَذِنَ لَنَا، فَقَدِمْنَا الْكُوفَةَ. فَقُلْتُ
لِصَاحِبِي: إنِّي دَاخِلُ الْمَسْجِدَ، إَذَا قَامَتِ السُّوقُ خَرَجْتُ
إِلَيْكَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا فِيهِ حَلَقَةٌ، كَأَنَّمَا قُطِعَتْ
رُؤُوسُهُم، يَسْتَمِعُونَ لِحَدِيثِ رَجُلٍ. قَالَ: فَقُمْتُ عَلَيْهُم، فَجَاءَ
رَجُلٌ، فَقَامَ إِلَى جَنْبِي. قَالَ. فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبَصْرِيٌّ
أَنْتَ؟ قَلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ وَلَوْ كُنْتَ كُوفِيًّا لَمْ
تَسْأَلْ عَنْ هَذَا. فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَسَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: كَانَ
النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ
أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ. وَعَرَفْتُ أَنَّ الْخَيْرَ يَسْبِقُنِي. قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ فَقَالَ: «يَا
حُذَيْفَةُ: تَعَلَّم كِتَابَ اللهِ، واتَّبِعْ مَا فِيهِ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ: هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: «فِتْنَةٌ وَشَرٌّ»،
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيرٌ؟ قَالَ: «يَا
حُذَيْفَةُ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ» ثَلاَثَ مَرَّاتٍ،
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيرٌ؟ قَالَ:
«هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ، وَجَمَاعَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ، فِيهَا» - أَوْ فِيهِم -
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الهُدْنَةُ عَلَى الدَّخَنِ مَا هِيَ؟ قَالَ: «لاَ
تَرْجِعُ قُلُوبُ أَقوَامٍ عَلَى الَّذِي كَانَتْ عَلَيهِ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: