قَولُه:
«وَعَرَفْتُ أَنَّ الْخَيْرَ يَسْبِقُنِي».
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ فَقَالَ: «يَا حُذَيْفَةُ: تَعَلَّم كِتَابَ اللهِ،
واتَّبِعْ مَا فِيهِ»؛ لأِنَّ كِتَابَ اللهِ وَاتّبَاعِ مَا فِيهِ يَقِي مِن
الفِتنَةِ، لاَ يَقِي مِن الفِتنَةِ إِلاَّ العِلمُ الصَّحِيحُ، تَعَلَّمْ،
أَيْضًا التَّعلُّمُ يَكُونُ عَلَى عُلَمَاءٍ.
انْتَبِهُوا
إلى قَوْله: «تَعَلَّم كِتَابَ اللهِ،
واتَّبِعْ مَا فِيهِ»، التَّعَلُّمُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ عَلَى عُلمَاءٍ، وَلاَ
يُمكِنُ تَعرُّفُ الشّرِّ وَالفِتنِ إلاَّ بِالتَّعَلُّمِ، لاَ تَتَعَلَّمْ عَلَى
الجُهَّالِ، أَوْ عَلَى الكُتبِ والمُطَالعَاتِ، أَوْ عَلَى الفَضَائِيَّاتِ، أَوْ
عَلَى الأَشْرِطَةِ؛ لاَ بُدَّ أنْ تَتَّصِلَ بِالعُلَمَاءِ، وَتَجْلِسَ مَعَهُم،
وَتَسْأَلَهُم، هَذَا هِوَ طَرِيقُ العِلمِ الصَّحِيحِ.
قَولُه:
«قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: هَلْ بَعْدَ
هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: «فِتْنَةٌ وَشَرٌّ»»، هَذَا فِتنَةٌ، يَكُونُ
بَعْدَ الخَيرِ فِتنَةٌ وَشَرٌّ.
قَولُه:
«قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ
بَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيرٌ؟ قَالَ: «يَا حُذَيْفَةُ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ
وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ»، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ»؛ يَحُثُّ حُذَيفَةَ عَلَى تَعَلِّمِ
كِتَابِ اللهِ؛ لأِنَّه لاَ مَنْجَى مِن الفِتَنِ - إذَا حَدَثَتْ -، إِلاَّ
بِكِتَابِ اللهِ عز وجل.
انْتَبِه!
الحَثُّ عَلَى التَّعَلُّمِ، الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم يَحُثُّ عَلَى
تَعَلُّمِ كِتَابِ اللهِ. وَسُنَّة رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَاخِلَةٌ
فِي كِتَابِ اللهِ؛ لأِنَّه لاَ يُنجِي مِن الفِتَنِ إِلاَّ الاعْتِصَامُ بِكتَابِ
اللهِ عز وجل، تَعلُّمُ كِتَابِ اللهِ لاَ يَكُونُ عَفَوِيًّا، لاَ بُدَّ مِن
تَلَقِّيهِ عَن العُلَمَاءِ العَالِمِين بِه.