فَالخَطرُ شَدِيدٌ فِي وَقْتِنَا هَذَا - كَمَا
تَعْلَمُون -، وَالفِتَنُ وَوَسَائلُ الشَّرِّ كَثِيرَةٌ، وَدُعَاةُ الضَّلالِ
الَّذِينَ يَأتُونَ بِاسْمِ الخَيرِ، وَبِاسْمَ الدَّعوَةِ إِلَى اللهِ،
وَبِاسْمِ...، وَبِاسْمِ...، وَهُم كَذَبَةٌ. فيَجِبُ الحَذَرُ مِنْهُم، وَيَجِبُ
الانْحِيَازُ إِلَى أَهْلِ العِلْمِ، المُتَمَسِّكِينَ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ
رَسُولِه، العَالِمِين بكِتَابِ اللهِ وَسُنّةِ رَسُولِهِ، يَجِبُ الانْحِيَازُ
إِلَيْهِم، وَالانْضِمَامُ لَهُم، وَالاسْتِمَاعُ لَهُم، وَالحَذَرُ مِن هَؤُلاَءِ
الدُّعَاةِ؛ دُعَاةُ الضَّلاَلِ.
الفِتنَةُ
لاَ تَأتِي بِنَفْسِها فَقَطْ، يَأتِي مَعَهَا نَاسٌ يُرَوِّجُونَها، وَيَدْعُونَ
لَهَا، فيَجِبُ الحَذَرُ منْهُم، هُم لاَ يَأتُونَ وَيَقُولُونَ: نَحْنُ دُعَاةُ
فِتنَةٍ، لاَ، بَل يَقُولُونَ: نَحْنُ دُعَاةُ خَيرٍ، وَدُعَاةُ سُنَّةٍ، وَدُعَاةٌ
إِلَى اللهِ... إلَى آخِرِهِ. وَلَكِنْ مَا هُم عَلَيهِ بَاطِلٌ، يُرَوِّجُونَ
هَذَا عَلَى كثِيرٍ مِن النَّاسِ؛ فَيَجِبُ الحَذَرُ مِن هَؤُلاَءِ، نَسأَلُ اللهَ
العَافِيةَ وَالسَّلاَمَةَ!
قَولُه:
«فَإِنْ تَمُتْ يَا حُذَيْفَةُ وَأَنْتَ
عَاضٌّ عَلَى جَذْلٍ، خَيْرٌ لَّكَ مِنْ أَنْ تَتْبَعَ أَحَدًا مِنْهُم»؛
يَعنِي: مَاذَا تَفعَلُ إِذَا جَاءَ هَؤُلاَء الدُّعَاةُ؟ هَل تَسْتَسْلِمُ،
وَتَقُولُ: لَيْسَ بِيَدِي حِيلَةٌ؟
نَعَمْ،
لَيْسَ باليَدِ حِيلَةٌ، لَكِنْ ابْتَعِدْ عَنْهُم، لاَ تَخْتَلِطْ بِهِم، لاَ
تَسْتَمِعْ لَهُم، ابْتَعِدْ عنْهُم، وَانْعَزِلْ، وَلَو أنْ تَعَضَّ عَلَى أَصلِ
شَجَرَةٍ، حَتَّى تُدرِكَكَ مَنِيَّتُك، اعْتَزِلْ الفِتَنَ.
هذَا
الحَدِيثُ فِيهِ: اعْتِزَالُ الفِتَنِ وَأَهْلِهَا، وَعَدمُ
الاخْتِلاَطِ بِهِم.
بَعضُ
النَّاسِ يَقُولُ: أنَا لَيْسَ لِي شَأنٌ بِهِم،
أَنَا أَجْلِسُ مَعَهُم، وَلَيْسَ عِنْدِي - إنْ شَاءَ اللهُ - شَرٌّ، وَلَكِنْ
أَجلِسُ مَعَهُم، وَاسْتَمِعْ لَهُم، وَأَنَا عَلَى مَا أَنَا عَلَيهِ.