نَقُولُ:
نَعَمْ، أَنْتَ فِي الأوَّلِ أَنْتَ مَا عَلَيهِ، لَكِنْ إِذَا جَلَسْتَ مَعَهُم،
وَمَعَهُم حُجَجٌ شَيْطَانِيَّةٌ، يُؤثِّرُونَ عَلَيكَ: ﴿وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا
فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا
يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الأنعام: 68].
اللهُ
نَهَانَا عَن الجُلُوسِ مَعَ القَومِ الظَّالِمِينَ، وَمِن أَظْلَمِ الظَّالِمِين
دُعَاةُ الفِتنَةِ، لاَ تَجْلِسْ مَعَهُم، لاَ تَسْتَمِعْ لَهُم، لاَ تَقُلْ:
أَنَا أَعْرِفُ، وَلاَ يُمْكِنُ لَهُم أنْ يَخْدَعُونِي. لاَ، لاَ تُزَكِّ
نَفْسَكَ يَا أَخِي.
حُذَيْفَةُ
بنُ اليَمَانِ رضي الله عنه عَلَى عِلمِه وَعَلَى فَضلِهِ يَقُولُ لَه الرَّسُولُ
صلى الله عليه وسلم: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ
الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَو أنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ» ([1]).
لَو
لَيْسَ عِندَكَ مَالٌ، وَلَيْسَ عِندَكَ طَعَامٌ وَلاَ شَرَابٌ، لَو تَعَضُّ عَلَى
شَجرَةٍ يَابِسَةٍ، أَفضَلُ لَكَ مِن أنْ تُجَالِسَ أَهْلَ الفِتَنِ وَأَهْلَ
الشَّرِّ؛ فِرَارًا بِدِينِكَ.
****
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1847).