قَالَ صلى الله عليه وسلم:
«دَعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ»؛
مَن اتَّبَعَهُم يَؤُولُ أَمرُهُ إلَى جَهَنَّمَ؛ لأَِنَّهُم يُضِلُّونَه،
وَيُغَيِّرُون دِينَه وَعَقِيدَتَه وَأَخلاَقَه؛ فيَعمَلُ بِأَعمَالِ أَهلِ
النَّارِ؛ فيَكُونُ مِن أَهلِ النَّارِ بِسَبَبِ دُعَاةِ الضَّلاَلِ، دُعَاةِ
الفِتنَةِ، دُعَاةِ الشَّهَوَاتِ، وَمَا أَكثَرَهُم الآنَ! يَدْعُونَ إِلَى
جَهَنَّم فِي كتُبِهِم، فِي قَنَوَاتِهِم، فِي فَضَائِيَّاتِهِم يَدْعُون إلَى
جهَنَّمَ، يُشَكِّكُونَ فِي الدِّينِ، يَسُبُّونَ أَهْلَ الخَيرِ، يَسُبّونَ
الصَّحَابةَ وَمَن بَعْدَهُم، يَسُبُّونَ السَّلفَ الصَّالحَ، وَيَزْهَدُون
فِيهِمْ - كَمَا لاَ يَخْفَاكُم -، فَهُم عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ.
قَالَ
صلى الله عليه وسلم: «مَن أَجَابَهُم إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا»؛ مَن أَطَاعَهُم،
قَذَفُوه فِيهَا؛ فِي النَّارِ.
«مَنْ أَطَاعَهُمْ»،
هَذَا يَدُلُّ عَلَى أنَّه تَجِبُ مَعصِيَتُهم، وَلاَ تَجُوزُ طَاعتُهم، وَيَجِبُ
الحَذرُ مِنْهُم.
قَالَ
رضي الله عنه: «فَمَا
تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْني ذَلِكَ؟»، انْظُر
إِلَى الفِقْهِ، إِذَا وُجِدَ الشَّرُّ، مَا تَأمُرُنِي أنْ أَعمَلَ؛ حتَّى
أَنْجُو مِن هَذَا الشّرِّ؟
قَالَ:
«تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِيْنَ وَإِمَامَهُمْ»؛
طَالَمَا أنَّه لاَ يزَالُ لِلمُسلِمِين جَمَاعةٌ وإِمَامٌ، وَلِيَّ أَمرٍ - عَلَى
مَا كَانَ مِنْهُ مَن تَسَاهل، ومِن نَقصٍ -، فَالإِمَامَةُ لاَ تَبطُلُ فِي
الإِسْلاَمِ بِسَبَبِ مُمَارَسَاتِ بَعضِ الأَئِمَّةِ، مَا دَامُوا لَم يَكفُرُوا،
فِإِنَّه تَلزَمُ طَاعَتُهُم، وَلُزُومُ الجمَاعَةِ مَعَهُم؛ لأَِنَّ هَذَا
عِصْمَةٌ وَنَجاةٌ مِن الشُّرُورِ، وَارتِكَابِ أخَفِّ الضَّرَرَيْن لِدَفْعِ
أَعلاَهُمَا مَعْلُومٌ.
فَوُجُودُ
الخَيرِ - وَلَو كَانَ فِيهِ نَقْصٌ - خَيْرٌ مِن الشَّرِّ المَحْضِ، فَتَلزَمُ
جَمَاعَةَ المُسلِمِين وَإِمَامَهَم، وإنْ كَانَ هُنَاكَ أَشيَاءٌ غَيرُ
مَرغُوبَةٍ فِي المُجتَمَعِ وَفِي