وَهَذِه عُقُوباتٌ يُجرِيهَا اللهُ عَلَى
العِبَادِ، إذَا فَسَدُوا فِي آخِرِ الزَّمَانِ، يُجرِي اللهُ علَيهِم
العُقُوباتِ، فَهِي مِن نَاحِيةٍ عُقُوبةٌ، وَمِن نَاحِيةٍ تَذكِرَةٌ لأَِهلِ
الإِيمَانِ؛ أنْ يَستَيْقِظُوا، وَيَتُوبُوا إِلَى اللهِ عز وجل.
ولاَ
يُقَالُ: «إنَّ هَذِه ظَوَاهِرٌ
طَبِيعِيّةٌ»؛ كَمَا يَقُولُه المُتَحَذْلِقُون وَالجُهَّالُ؛ ظَوَاهِرٌ
طَبِيعيَّةٌ لاَ تَدُلُّ عَلَى شَيءٍ، إِنَّمَا هِي ظَوَاهرُ طَبِيعِيّةٌ تَجْرِي،
لاَ، لَيْسَت ظَوَاهِرَ طَبِيعيَّةً، لمَاذَا لَم تَكُنْ ظَوَاهِرَ طبِيعِيَّةً
فِي الأَزْمِنَةِ السَّابقَةِ؟! لِصَلاَحِ النَّاسِ وَاستِقَامَتِهم، إنَّمَا
حَدَثَ هَذَا فِي آخِرِ الزَّمَانِ؛ نَذِيرُ تَحذِيرٍ لِلنَّاسِ؛ حتَّى
يَعتَبِرُوا بِهَا.
خَامِسًا:
مِن الفِتَنِ: «وَيَتَقَارَبَ
الزَّمَانُ»؛ يَمضِي بِسُرعَةٍ، يُمضِي الزَّمَانُ بِسُرعةٍ، والنَّاسُ
غَافِلُونَ فِي دُنيَاهُم، وَهَذَا ظَاهرٌ؛ يَعنِي: مُرُورُ السِّنِينَ
وَالشُّهُورِ وَالأيَّامِ بِسُرعَةٍ، حتَّى لاَ يَكُونَ مَعَ الإنْسَانِ فُرصةٌ
لِلعَمَلِ بِسُرعَةٍ؛ لِسُرعَةِ الزَّمانِ.
تتَقَارَبُ
- أَيضًا - البِلاَدُ بِوَاسطَةِ وَسَائلِ الإِعْلاَمِ، تَتَقَارَبُ البِلاَدُ -
كمَا هُو مَعْلُومٌ -، حتَّى يَكُونَ العَالَمُ كَأنَّه بَلدٌ وَاحِدٌ، وهَذِه
لَيْسَت عَلامَةَ خَيرٍ، هَذِه عَلاَمةُ ابْتِلاَءٍ وامْتِحَانٍ.
سَادِسًا:
«وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ»، كَانَتْ فِي
الأوَّلِ الفِتنُ خَفِيّةً عِندَ بَعضِ النَّاسِ أوْ بَعضِ البِلاَدِ، لَكِنَّ فِي
آخِرِ الزَّمانِ تَكثُرُ الفِتنُ، وتَنْتَشِرُ بَيْنَ النَّاسِ.
والفِتنُ
كَثِيرَةٌ؛ مِنْهَا فِتنُ الشُّبُهَاتِ فِي العَقِيدَةِ، وَمِنْهَا فِتنُ
الشَّهَوَاتِ فِي مَا يَشتَهِيهِ النَّاسُ مِن المَعَاصِي، وَمِنهَا فِتنُ الأَمرَاضِ
الفتَّاكَةِ،