عَذَابَها بَاقٍ، وَأنَّ الطَّاعَات وإنْ حَصَلَ
عَليهِ مَشقَّةٌ - تعَبٌ مُؤَقّتٌ -، إلاَّ أنَّ عَاقِبَتَها حَمِيدَةٌ، فَيَثبُتُ
عَلَى دِينِه وعَلَى أَخلاَقِه الطَّيّبةِ، وعَلَى الصِّرَاطِ المُستَقِيمِ،
فَتَكُونُ العَاقِبةُ لَه.
قَولُه
رحمه الله: «بَابُ
أَمَارَاتِ السَّاعَةِ». الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم حذَّرَ أمّتَه مِنَ
الفِتَنِ، وَذَكَرَ أنْوَاعَهَا وَأَوْقَاتَها، فَهُو صلى الله عليه وسلم لَم
يَتْرُكْ أمَّتَه فِي أَمرٍ مُشْتَبِهٍ أوْ مُلتَبِسٍ، بَلْ بَيَّنَ لَهَا صلى
الله عليه وسلم وَأَخْبَرَهَا عَمَّا يَحدُثُ فِي المُستَقبَلِ؛ مِن أَجلِ أنْ
تَأخُذَ حِذْرَها، وَتَثبُتُ علَى دِينِهَا، وَتَصبِرُ عَلَى مَا يَنَالُها فِي
سَبِيلِ ذَلِكَ، جَاءَ ذَلِكَ فِي أحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مَرْوِيّةٍ ومُدَوَّنَةٍ؛
مِن أَجلِ أنْ نَعرِفَها، وَنُحَذِّرَ منْهَا، ومِن ذَلِك هذَا الكِتَابُ الّذِي
مَعَنَا الآَنَ، الّذِي أَلَّفَه شَيْخُ الإِسْلاَمِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ
الوَهَّابِ رحمه الله، وهَذَا مِن ضِمْنِ الدَّعْوةِ؛ فَمِن أَنْوَاعِ الدَّعْوةِ
التَّحذِيرُ مِن الفِتَنِ والشُّرورِ، الّتِي تَعْتَرِضُ طَرِيقَ المُسلِمِ.
فمِن
أَنوَاعِ الدَّعوَةِ إلَى اللهِ التَّحذِيرُ مِن الفِتَنِ؛ حتَّى يَحذَرَهَا
المُسلِمُ؛ لأِنَّه إذَا لَم يَعرِفْهَا، يَقَعُ فِيهَا، لَكِنْ إذَا عَرَفَها،
وَبُيِّنَت لَه، تَجَنَّبَها بِتَوفِيقِ اللهِ عز وجل، فَلاَ بُدَّ مِن هَذَا،
وَلِهَذا بَيَّنَها الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم فِي هَذِه الأَحَادِيثِ.
****