ولِمُسلِمٍ عَن
أنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ
أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ» قَالَ: وَضَمَّ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى ([1]).
****
قَالَ صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ»؛ يَعنِي:
قِيامُ السَّاعَةِ؛ لأِنَّه آخِرُ الرُّسُلِ صلى الله عليه وسلم، لاَ يَأتِي
بَعْدَه نَبِيٌّ إلَى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ؛ لأِنَّ دِينَه كَافٍ لِجَمِيعِ
النّاسِ وَجَمِيعِ الأَوقَاتِ إِلَى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.
وهَذَا
مَعنَى قَولِه: «بُعِثْتُ
أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ»؛ يَعنِي: أنَّ وَقْتَ بِعثَتِه مُقَارِبٌ
لِقِيَامِ السَّاعةِ كَتَقَارُبِ الأُصْبُعَينِ بَعْضُهُما مِن بَعضٍ.
وهَذَا
تَحذِيرٌ مِن الفِتَنِ، وإِخْبَارٌ عَن قِصَرِ الوَقتِ بَيْنَ بِعثَتِه صلى الله
عليه وسلم وقِيَامِ السَّاعَةِ؛ حتَّى نَحذَرَ، وَنَستَعِدَّ لِلِقَاءِ اللهِ
سبحانه وتعالى سَالِمِين مِن الفِتَنِ.
فَلاَ
يَقُلِ الإنْسَانُ: الوَقتُ وَاسِعٌ، وَالوَقتُ
بَعِيدٌ. لاَ؛ السَّاعةُ قَرِيبٌ، وَسَاعةُ الإِنسَانِ مَوتُه.
السَّاعة
عَامَّةٌ، وَهَذِه لِجَمِيعِ الخَلقِ، وَهُنَاكَ سَاعةٌ حَسَبَ الأَفرَادِ، وَهِي
المَوتُ والأَجَلُ، فَمَن مَاتَ، فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُه وَانْتَهَى عَمَلُه،
وَوَاجَهَ جَزَاءَه.
فَلاَ
يَقُلْ وَاحِدٌ أوْ أحَدُ النَّاسِ: الوَقتُ وَاسِعٌ،
والسَّاعةُ بَعِيدَةٌ، إلَى آخِرِه. بَلْ السَّاعَةُ قَرِيبَةٌ، السَّاعَةُ الخَاصَّةُ
والسَّاعة العَامَّةُ قَرِيبةٌ، وكلُّ مَا هُو آتٍ قَرِيبٌ.
****
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2951).