ولِلْبُخَارِيِّ
عن أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ
بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى يُبْعَثَ
دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ
رَسُولُ اللَّهِ، وَحَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ،
وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ: وَهُوَ
القَتْلُ، وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ
المَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ
الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لاَ أَرَبَ لِي بِهِ، وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ
فِي البُنْيَانِ، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا
لَيْتَنِي مَكَانَهُ، وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا
طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ - يَعْنِي آمَنُوا - أَجْمَعُونَ، فَذَلِكَ حِينَ ﴿لَا يَنفَعُ
نَفۡسًا إِيمَٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِيٓ
إِيمَٰنِهَا خَيۡرٗاۗ﴾[الأنعَام: 158]،وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ
نَشَرَ الرَّجُلاَنِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلاَ يَتَبَايَعَانِهِ وَلاَ
يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ
لِقْحَتِهِ فَلاَ يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ
فَلاَ يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى
فِيهِ فَلاَ يَطْعَمُهَا» ([1]).
****
هَذَا الحَدِيثُ رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي
صَحِيحِه، وَفِيهِ أَنواعٌ مِن الفِتَنِ مُخِيفةٌ جِدًّا، قَدْ يَكُونُ بَعضُهَا
قَدْ وَقَعَ، وَبَعضُهَا يَقَعُ؛ لأِنَّه لاَ بُدَّ مِن وُقُوعِ مَا أَخبَرَ بِه
صلى الله عليه وسلم، فنَأخُذُهَا وَاحِدةً وَاحِدةً:
أوَّلاً: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانَ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ»؛ مِن الفِتنِ حُدُوثُ الشِّقَاقِ بَيْن فِئَتَينِ مِن المُسلِمِين؛ فَيَقْتَتِلاَنِ مَقتَلةً عَظِيمةً، وهُم مُسلِمُون، لَكِنْ يَقتَتلاَن عَلَى اخْتِلاَفٍ بَينَهُم عَلَى
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7121).