×
شرح كتاب الفتن والحوداث

 شَيءٍ، كلٌّ مِنهُم يُريدُ هذَا الشَّيءَ؛ إمَّا مُلكٌ، وَإِمَّا مَالٌ، وإمَّا...، فَيَحصُلُ القِتَالُ بَيْنَ المُسلِمِين، وَهَذِه مُصِيبَةٌ عَظِيمَةٌ، إذَا اقْتَتَلَ المُسلِمُون بَيْنَهُم، تَسَلَّطَ عَلَيهِم العدُوُّ، وَاسْتَغَلَّ خِلاَفَهُم وانْشِغَالَهم بِأَنْفُسِهِم، اسْتَغَلّ ذَلِكَ، فهَجَمَ عَليهِم، وَأَخَذَ بِلاَدَهم، وغَيَّر دِينَهُم.

هذَا فِيهِ التَّحذِيرُ مِن الاختلاَفِ بَيْنَ المُسلِمِين وَالنِّزَاعِ بَيْنَ المُسلِمِين، وَأنَّه يَجِبُ عَلَيهِم إذَا حَصَلَ بَيْنَهُم اخْتِلاَفٌ أنْ يُصْلِحُوا ذَاتَ بَينهِم، وَلاَ يَتْرُكُوا فُرصَةً لِلعَدُوِّ أن يَتَدَخَّلَ لِمَصَالحِه هُو، لاَ لِمَصَالِحِهِم، فَتَكُونُ الثَّمرَةُ لِلعَدُوِّ الكَافرِ، وَهُم لاَ يَحصُلُونَ علَى ثَمرَةٍ، بَل يَضِيعُ دِينُهُم وَدُنْيَاهُم.

فَفِيهِ التَّحذِيرُ مِن الاختِلاَفِ بيْنَ المُسلِمِين وَالقِتَالُ، لاَ يَحِلُّ لِمُسلمٍ أنْ يَقتُلَ أخَاهُ المُسلِمَ: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٍ أَن يَقۡتُلَ مُؤۡمِنًا إِلَّا خَطَ‍ٔٗاۚ ً [النساء: 92]، فَلاَ يَجُوزُ أنْ يَتَطوَّرَ الخِلاَفُ بَيْنَ المسلمِين إلَى قتَالٍ.

الخِلاَفُ يَحصُلُ، ولَكنْ عَلَيهِم أنْ يُصلِحُوا: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي [الحجرات: 9]؛ كَفًّا لِشَرِّها، وَإطْفَاءً لِلفِتنَةِ، فَلاَ بُدَّ مِن التَّدَخُّلِ إذَا حَصَلَ بَيْنَ المُسلِمِين شَيءٌ مِن الاخْتِلاَفِ، تَدَخَّلَ بِالإِصْلاَحِ بَيْن الجِهَتَيْنِ، فَإنْ أَبَتْ إِحْدَاهُمَا قَبُولَ الصُّلحِ، فإِنَّها تُقَاتَلُ؛ حتَّى يَخمَدَ شَأنُ الفِتنَةِ، وَلاَ تَنتَشِرُ بَيْن النَّاسِ، هَذِه وَاحِدةٌ.

ثانيًا: وَلاَ تَقومُ السَّاعَةُ - أيْضًا - «وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِيْنَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ»؛ يَدَّعُون النّبوَّةَ، مَعَ أنَّه


الشرح