وَلَمْ يَتَقَبَّلْ مِن الآْخَرِ، حَسَدَهُ
عَلَى ذَلِكَ؛ ﴿قَالَ
لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ﴾، فَعَدَمُ الْقَبُولِ هَذَا مِنْ اللَّهِ جل وعلا،
اللَّهُ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ مِن الْمُتَّقِينَ، فَكَيْفَ تَحسُدُنِي عَلَى
شَيْءٍ مِن اللَّهِ عز وجل، أَكْرَمَنِي بِهِ؟!.
﴿۞وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ
إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ
قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ ٢٧لَئِنۢ
بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقۡتُلَنِي مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٖ يَدِيَ إِلَيۡكَ لِأَقۡتُلَكَۖ
إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢٨﴾
[المائدة: 27-28]، هَذَا مَحَلُّ الشَّاهِدِ، ﴿لَئِنۢ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقۡتُلَنِي مَآ أَنَا۠
بِبَاسِطٖ يَدِيَ إِلَيۡكَ لِأَقۡتُلَكَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [المائدة: 28]، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ
قَتْلُ الْمُسْلِمِ فِي الْفِتْنَةِ، مَهْمَا أَمْكَنَ أَنَّك تَكفُّ يَدَك، لاَ
تَقْتلْ: ﴿لَئِنۢ
بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقۡتُلَنِي مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٖ يَدِيَ إِلَيۡكَ لِأَقۡتُلَكَۖ
إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢٨ إِنِّيٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ
بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِۚ وَذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُاْ ٱلظَّٰلِمِينَ
٢٩﴾ [المائدة: 28 - 29].
لَمْ
تَنْفَع فِيْهِ الْمَوْعِظَةُ - وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ -، ﴿فَطَوَّعَتۡ
لَهُۥ نَفۡسُهُۥ قَتۡلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [المائدة: 30]؛ أَصْبَحَ مِن الْخَاسِرِينَ بِسَبَبِ
قَتْلِ أَخِيهِ الْمُسْلِم، وأيضًا هُوَ أَخُوهُ فِي النَّسَبِ.
فَالآْيَةُ
فِيهَا أنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا ابْتُلِيَ بِأَحَدٍ يُرِيدُ أن يَقْتُلَه، لاَ
يَدْفَعْهُ، وَيَسْتَسْلِمْ، وهَذَا الَّذِي حَصَلَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
عُثْمَانَ رضي الله عنه الْخَلِيفَةِ الرَّاشِد.
****