×
شرح كتاب الفتن والحوداث

قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «تَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ»، كَذَلِكَ الْفِتَنُ مِثْلُ الْغِرْبَالِ؛ تُصَفِّي الْحَبَّ الطَّـيِّبَ مِن الأَْخْلاَطِ الرَّدِيئَةِ.

قَوْلُهُ: «وَكَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ، وَتَذَرُونَ مَا تُنْكِرُونَ، وَتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ، وَتَذَرُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ»»، هَذَا مَا يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ عِنْدَ الْفِتَنِ؛ أَنَّهُ يَأْخُذُ مَا يَعْرِفُ مِمَّا يُوَافقُ الدّيْنَ، وَيقُومُ عَلَيْهِ الدَّلِيلُ، يَأْخُذ بِهِ، وَمَا اشْتُبِهَ عَلَيْهِ يَتْرُكُهُ، ولا يَدْخُلُ فِيْهِ؛ فَلاَ يَدْخُلُ فِي الْفِتَنِ.

وكَذَلكَ تَلْزَمُ الْخَاصَّةَ مِن الْعُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ، الَّذِينَ تَجَنَّبُوا الْفِتْنَةَ، تَلْزَمُهُمْ، وَامْشِ مَعَهُمْ، ولا تَكُنْ مَعَ الأَْشْرَارِ؛ مَعَ الْهَمَجِ مَعَ الرِّعَاعِ. وهَذَا - وَاَللَّه أَعْلَمُ - يَنْطَبِقُ عَلَى الثَّوَراتِ، والمُظَاهَرَاتِ، وَالْغَوْغَاءِ، لاَ تَدْخُلُ فِيهَا، لاَ تَدْخُلُ فِي الْغَوْغَاءِ، والمُظَاهرَاتِ، وَالأَْوْبَاشِ، وَالْجُهَّالِ، وحُدَثَاءِ الأَْسْنَانِ، لاَ تَدْخُلُ مَعَهُمْ، وابْقَ مَعَ الصُّلَحَاءِ، مَعَ الْعُقَلاَءِ، مَعَ أَهْل الْعِلْمِ وَالْبَصِيرَةِ، الْزَمْهُم، وَكُنْ مَعَهُمْ، لاَ تَنْحَزْ إِلَى الأَْشْرَارِ وإلَى الْغَوْغَاءِ وَالْفِتْنَةِ.

****


الشرح