ولاَ تَأخُذِ الإِسلاَمَ بِالتَّقلِيدِ، أَو
قَولِ فُلانٍ، أَو قَولِ فُلاَنٍ، بَل تَأخُذُه مِن الكِتَابِ وَالسّنَّةِ،
وَذَلِك بِالتَّعَلُّمِ، وَلَيس بِالقرَاءَةِ؛ لاَ تَقرَأُ عَلَى نَفسِك، ولكن
تَعَلَّمْ عَلَى العُلَمَاءِ؛ حتَّى تَعرِفَ الإِسلاَمَ صَحِيحًا.
المُتدَيّنُون
كَثِيرُون، وَلكِنَّ الّذِين يَتَمَسَّكُونَ بِالدِّينِ الصَّحِيحِ قَلِيلٌ،
انتَبِهُوا لِهَذَا !
بَدَأَ
غَرِيبًا مِن الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، ثمَّ انْضَمّ إلَيهِ أبُو بَكرٍ رضي
الله عنه، ثمَّ، ثُمَّ، ثُمّ، حتَّى جَاءَ المُهَاجِرُون والأَنصَارُ رضي الله
عنهم، حتَّى قَادَ الرّسُولُ صلى الله عليه وسلم الأُلُوفَ فِي الغَزَواتِ: فِي
غَزوَةِ بَدرٍ، فِي غَزوَةِ الفَتحِ، فَتحِ مَكّة.
خَرَجَ
مِنهَا صلى الله عليه وسلم هُو وَأَبُو بَكرٍ رضي الله عنه، فَقَطْ اثْنَانِ؛ ﴿إِذۡ هُمَا فِي
ٱلۡغَارِِ﴾ [التوبة: 40]، وَبَعدَ
سِتِّ سِنِينَ أَو سَبعٍ عَادَا إِلَيهَا بِجَيشٍ يَتَكوَّنُ مِن عَشرَةِ آلاَفٍ
مُدَجَّجِين بِالسِّلاَحِ، وَفَتَح اللهُ مَكَّةَ لَه، وَأَزَالَ الأَصنَامَ
الّتِي عَلَى الكَعبَةِ وَالّتِي عَلَى الصَّفَا والمَروَةِ، وَهَدَم الّلاتَ
وَالعُزَّى ومَنَاةَ، وأَرسَلَ إِلَى الأَصنَامِ، فَكُسِرتْ وَحُطِّمَت لَمّا
فَتحَ اللهُ مَكّةَ: ﴿إِذَا
جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ﴾
[النصر: 1]؛ يَعنِي: فَتْحَ مكَّةَ، ﴿وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا﴾ [النصر: 2]، جَاءَت الوُفودُ مِن القبَائِلِ تُبَايِعُ
الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ فَتحِ مَكّةَ.
﴿وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا
٢فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣﴾ [النصر: 2- 3]؛ يَعنِي: وَصَل أَجَلُك، الأَجَلُ
وَصَلَ؛ فعَلَيكَ بِالاستِعدَادِ لِلمَوتِ.
﴿فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا﴾ [النصر: 3]، تُوُفِّي