وَرَوَاه أَحمَدُ
عَن ابْنِ مَسعُودٍ رضي الله عنه، وَفِي آخِرِه: «فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ»،
آخِرُه: قِيلَ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ» ([1]).
****
الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم والإِسلاَمُ
عَزِيزٌ، وَأَهلُه كثِيرٌ، ثمَّ تَنَامَوا، وَانتَشَر فِي الأَرضِ عَلَى يَدِ
المُجَاهِدِين مِن أَصحَابِه رضي الله عنهم، حتَّى عَمَّ الأَرضَ كلَّهَا،
وَبَلَغَ مَبلَغَ الّليلِ والنَّهارِ، لَيْسَ هنَاكَ مَكانٌ إلاَّ وَدَخَلَه
الِإسلاَمُ، ودَخَلتْ المَمالِكُ الكَبِيرَةُ تَحتَ حُكمِ المُسلِمِين؛ لأِنَّ
هَذَا الدِّينَ مِن عِندِ اللهِ عز وجل، وَاللهُ نَاصِرٌ دِينَه: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ
أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ
كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ﴾
[التوبة: 33]، صَدَقَ اللهُ وَعدَه، فَانتَشَر هَذَا الدِّينُ، وعَمَّ المَشَارِقَ
وَالمغَارِبَ، ظَهَرَ دِينُ اللهِ عَلَى سَائرِ الأَديَانِ؛ كمَا وَعَدَ اللهُ
سبحانه وتعالى.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا»، فِي آخرِ الزَّمَانِ يَعُودُ
الإِسلاَمُ غَرِيبًا؛ يَعنِي: لاَ يَتَمسَّكُ بِه إلاَّ القَلِيلُ - الإِسلاَمُ
الصَّحِيحُ -، وإلاَّ الإِسلاَمُ المُدَّعَى هَذَا كثِيرٌ؛ لاَ يَبقَى عَلَى
الإِسلاَمِ الصَّحِيحِ إلاَّ القَلِيلُ مِن النّاسِ.
****
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «طُوبَى»، طُوبَى يَعنِي: الجَنّةَ، طُوبَى قِيلَ: الجَنَّةُ،
وَقِيلَ شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ.
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «لِلغُرَبَاءِ»؛ فِي آخِرِ الزّمانِ؛ يَعنِي: يَصبِرُون عَلَى دِينِهم، وَيَتمَسَّكُونَ بِه؛ فَلَهم الجَنَّةَ.
([1]) أخرجه: أحمد رقم ((3784).