وَرَوَاهُ
الآْجُرِيُّ، وَعِندَهُ: قِيلَ: «مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِينَ
يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ».
****
مَا الْعِلْمُ نَصْبَكَ لِلْخِلاَفِ سَفَاهَةً **** بَيْنَ
الرَّسُولِ وَبَيْنَ رَأْيِ فُلاَنِ
الرَّسُولُ
صلى الله عليه وسلم يقُولُ كذَا، وَفُلانٌ يقُولُ كَذَا، وَفُلانٌ رَجلٌ،
وَدَاعِيةٌ، وعَالِمٌ، وَعَليه أُبَّهَة، لَكِنّه ضَالٌّ - والعِيَاذُ بِاللهِ -،
لَيْسَ لَه قِيمَةٌ عِندَ اللهِ.
مَا الْعِلْمُ نَصْبَكَ لِلْخِلاَفِ سَفَاهَةً **** بَيْنَ
الرَّسُولِ وَبَيْنَ رَأْيِ فُلاَنِ
خُذ
النّصُوصَ، واتْرُك آرَاءَ النّاسِ، لَكنْ سَتُصبِحُ غَرِيبًا بَيْنَ النّاسِ،
اصْبِر، اصْبِر علَى دِينِك وقَولِ الحَقِّ، وَلَو حَصَلَ عَليكَ مَا حَصَلَ، لاَ
تَعتَدِ عَلَى النّاسِ، وَلَكنّ الزَمْ الطَّرِيقَ الصَّحِيحَ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «النُّـزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ»؛ يَعنِي: الأَفرَادُ،
يَعنِي: القَبِيلةُ كُلُّهَا لَيْسَ بِها إِلاّ فَردٌ وَاحِد مُتَمسِّكٌ بِدِينِه،
هَذَا غَرِيبٌ بَيْن القَبَائِل.
النُّـزَّاعُ:
أَفرَادٌ قلِيلُون يَعرِفُونَ الحَقَّ، وَيَعمَلُون بِه، وَيَصبِرُون عَلَيه.
****
الآجُرِي:
راوي الحَدِيثِ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ»، وَلاَ يَنظُرُونَ
لِلنّاسِ، وَيقُولُ أَحدُهم: كلُّ النّاسِ عَلَى هَذَا، وَأنَا وَحدِي؟! ابقَ
وَحدَكَ، إِذَا كُنتَ عَلَى حَقٍّ، لاَ يَضُرُّك، هَذَا عزٌّ لَكَ. تَقولُ: أنَا -
وَاللهِ - أَعِيشُ مَعَ النّاسِ، وَلَن أَذهَبَ أُنَازِعُ النّاسَ. أَصلِحَ
نَفسَكَ، وَلَو فَسَدَ النّاسُ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ
أَنفُسَكُمۡۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡۚ﴾ [المائدة: 105].
****