×
شرح كتاب الفتن والحوداث

وِلأَِحمَدَ رحمه الله: فِي حَدِيثِ سَعدِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: «فَطُوبَى يَوْمَئِذٍ لِلغُرَبَاءِ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ» ([1]).

****

 طُوبَى للغُرَبَاءِ مَتَى؟ إِذَا فَسَد النّاسُ، انظُر! النّاسُ كُلُّهم، لَيْسَ الكفَّارُ، الكُفَّارُ مَعرُوفُون، لَكنْ فَسَدَ المُسلِمُون، فَسَدُوا؛ دَخَلَهم مَا دَخَلَهم مِن الأَفكَارِ، وَالآَرَاءِ، والأَهوَاءِ، وَالفِرقِ، وَالمنَاهِجِ، والجَمَاعَاتِ المُختَلِفَةِ.

أَنتَ تَلزَمُ طَرِيقَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَلَو أَصبَحتَ غَرِيبًا بَيْنَهم، اصْبِر عَلَى الغُربَةِ: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا [النساء: 69]، هَؤُلاءِ هُم رِفَاقُك فِي هَذَا الطَّرِيقِ، لاَ تَستَوحِشْ؛ مَعَك الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَك الصَّحَابَة رضي الله عنهم وَأَتبَاعَهم: ﴿فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا، كَيفَ تَستَوحِشُ وَهَؤلاَءِ مَعَك؟! لاَ تَستَوحِشُ وَهَؤُلاَءِ مَعَك فِي الطَّريقِ، ﴿وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا؛ يُرَافِقُونَك علَى هَذَا الطَّرِيقِ.

كَونُك مَعَ أَبِي بَكرٍ، وَعُمرَ، وعُثمَانَ، وَعَليٍّ، واَلصَّحابَةِ رضي الله عنهم، أَو كَونُك مَعَ فُلانٍ وَعِلاّنٍ مِن أَهلِ الضَّلاَلِ، وَلَو كَانُوا يَدَّعُونَ الإِسلاَمَ، وَهُم عَلَى ضَلالٍ؟ لاَ تَذهَبْ مَعَهُم، ابْقَ عَلَى الطَّرِيقِ الصَّحِيحِ، اصْبِر عَلَيه، اثْبُت عَلَيهِ؛ حتَّى تَصِلَ إلَى الجَنَّةِ.

****


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (1604).