وفِي الزُّهْدِ
عَنهُ رحمه الله: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمرٍو قَالَ: «إِنَّ أَحَبَّ شَيءٍ
إِلَى اللهِ عز وجل الغُرَبَاءُ، قَالَ: الفَرَّارُونَ بِدِينِهِمْ، يَبْعَثُهُمُ
اللهُ عز وجل يَوْمَ القِيَامَةِ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام »،
رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ الهَيْثَمِ بْنِ حَمِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ هُرْمُز، عَنْهُ ([1]).
****
قَولُه رحمه الله: «وفِي الزُّهْدِ عَنهُ»؛ كِتَابٌ لِلإِمَامِ أَحمَدَ رحمه الله،
كتَابُ الزُّهدِ مَعرُوفٌ مَطبُوعٌ.
الغُرَبَاءُ
مَن هُم؟ «الفَرَّارُونَ بِدِينِهِمْ»:
الذِينَ يَفِرّون بِدِينِهم مِن الفِتنِ، يُهَاجِرون إِلَى بَلَدِ الصَّلاحِ،
إِذَا فَسَدَ البَلدُ، يَخرُجُون إِلَى البَرِّ، يَسكُنون فِي البّرِّ، يَرعُونَ
الغنَمَ، يَرعُونَ الإِبلَ فِي الجِبَالِ، يَتَمَسَّكُون بِدِينِهم خَيرًا لَهُم
مِن العَيْشِ فِي المُدنِ والقُصُورِ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «يَبْعَثُهُمُ اللهُ عز وجل يَوْمَ القِيَامَةِ مَعَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ
عليه السلام »، عِيسَى بنُ مَريَمَ عليه السلام يَنزِلُ فِي آخِرِ الزّمانِ،
وَيَقتُلُ الدَّجَّالَ، وَيَتوَلَّى أَمرَ المُسلِمِين، وَيَحكُمُهم بِالإِسلاَمِ
بِدِينِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَيَحشُرُهم اللهُ مَعَه يَوْمَ
القِيَامةِ؛ لأِنَّهم تَبِعُوه عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
****
([1]) أخرجه: أحمد في الزهد رقم (404).