زَادَ أَبُو
دَاوُدَ: «وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَْئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ، وَإِذَا
وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي
بِالْمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الأَْوْثَانَ،
وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلاَثُونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ
أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، وَلاَ
تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ
خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ» ([1]).
****
قَولُه صلى الله عليه وسلم:
«وَإنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي
الأَئِمَةَ الْمُضِلِّينَ»، هَذَا مَا خَافَه الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم؛
الأَئِمّةَ المُضِلّينَ مِن عُلَماءِ الضَّلاَلِ، وَدُعَاةَ الشّرِّ، دُعَاةَ
الضَّلالِ، وَدُعَاةَ الفِتنَةِ - وَمَا أَكثَرَهم! -، يَتَّسِمُون بِالدَّعوَةِ
إلَى الدِّينِ، وَهُم يَدعُونَ ضِدَّ الدِّينِ، يَلبِسُون عَلَى النّاسِ،
هَؤُلاَءِ - وَالعِيَاذُ بِاللهِ - خطَرٌ عَلَى المُسلِمِين، هَذِه وَاحِدةٌ
يَخَافُ الرَّسُولُ مِنهَا.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمِّتِي»، وَهَذا الثَّانِيةُ، إذَا
وَقَعَت الفِتنَةُ، فَإنَّها تَستَمِرّ فِيهِم، وَقَد وَقَعَت بِقَتلِ عُثمَانَ
رضي الله عنه؛ لمَّا قَتلُوا عُثمَانَ، انْفَتَحَ بَابُ الفِتنَةِ عَلَى
المُسلِمِين، وَلاَ يَزَالُونَ إِلَى أنْ تَقُومَ السَّاعةُ، وَالفِتنُ بَينَهُم،
نَسأَلُ اللهَ العَافِيةَ !
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «لَمْ يُرْفَع عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، هَذِه
المُشكِلَةُ، خَطِيرةٌ هَذِه.
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِن أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِين»، هَذِه - أيضًا - مسْأَلةٌ عَظِيمةٌ؛ الرِّدّةُ، يَرتَدُّ كَثِيرٌ مِن المُسلِمِين فِي آخِرِ الزَّمَانِ، يَلحَقُون بِعَبَدَةِ الأَوثَانِ، وَهَذِه حَاصِلةٌ؛ كَثِيرُون الّذِينَ يَرتَدّون
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4252).