ولأبي داود: عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«سَتَكُونُ فِتْنَةٌ صَمَّاءُ، بَكْمَاءُ، عَمْيَاءُ، مَنْ أَشْرَفَ لَهَا
اسْتَشْرَفَتْ لَهُ، وَإِشْرَافُ اللِّسَانِ فِيهَا كَوُقُوعِ السَّيْفِ» ([1]).
****
يكُونُ
الّلسَانُ فِيهَا - التَّحرِيضُ، والمُحَاضَرَاتُ، والخُطَبُ، وَحَثُّ النّاسِ
عَلَى أنْ يَدخُلُوهَا، وَيَقتُلُ بَعضُهُم بَعضًا - أَشَدُّ مِن السَّيْفِ،
السَّيفُ يُمكِنُ أنْ يَقتُلَ وَاحِدًا أَو اثْنَين، لَكِنَّ لِسَانَك هَذَا
يُحَرّضُ الأُمّةَ بَعضَها عَلَى بَعضٍ.
فَعَلَى
المُسلِمِ أنْ يَكُفَّ لِسَانَه؛ إمَّا أنْ يَقُولَ خَيرًا، وَإِمّا أنْ يَصمُتَ؛
قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ
يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآَخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» ([2])،
لاَ تَزِدْ الشَّرَّ شرًّا، اسْكُت، إذَا لَم تَأتِ بِخَيرٍ، فَكُفَّ شَرَّكَ عَن
النَّاسِ.
****
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «صَمَّاءُ»؛ يَعنِي: لاَ تَسمَعُ، لاَ يُقبَلُ الكلاَمُ
فِيهَا، لاَ يَقبَلُ النّاسُ النَّصِيحَةَ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «بَكْمَاءُ»؛ يَعنِي: لاَ تَنطِقُ بِخَيرٍ، إنَّمَا تَنطِقُ
بِالشَّرّ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «عَمْيَاءُ»: لاَ تَرَى الحَقَّ، وَتُبصِرُ الطَّرِيقَ الصَّحِيحَ،
عَمْيَاءُ - والعِياذُ بِاللهِ - صَمَّاءُ، هَذِه فِتنَةٌ شَدِيدَةٌ.
أَخبَرَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّها «سَتَكُونُ»، الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم لاَ يَنطِقُ عَن الهَوَى، وَسَتَكُونُ بَيْن المُسلِمِين.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4264).