وَلاِبْنِ مَاجَه
عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما مَرفُوعًا: «إِيَّاكُمْ وَالْفِتَنَ، فَإِنَّ
اللِّسَانَ فِيهَا مِثْلُ وَقْعِ السَّيْفِ» ([1]).
ولَهُما
عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لاَ يُلْقِي لَهَا
بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِبِ» ([2]).
****
الرَّسُولُ
صلى الله عليه وسلم أَخبَرَنَا بِهَذا، لاَ يُرِيدُ أنْ يُخِيفَنا؛ بَلْ يُرِيدُ
أنْ يُحَذِّرَنا عِندَ حُصُولِ هَذِه الأمُورِ مَاذَا نَعمَلُ، هَذَا قَصدُ
الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «اللِّسَان فِيهَا كَوُقُوعِ السَّيْفِ»: لِسَانٌ يُحرِّضُ النّاسَ،
يُرَغِّبُ فِي الجِهَادِ، وَهُو فِي غَيرِ مَحَلِّه، وَيَحُثُّ النّاسَ عَلَى
الدُّخُولِ فِيهَا، وَقَتلِ بَعضِهم بَعضًا، لاَ يَقُولُ لَهُم: يَا مُسلِمِين،
كُفُّوا أَيدِيكُم، يَا مُسلِمِين، انْتَهُوا فِيمَا بَيْنَكُم؛ أَنتُم إِخوَانٌ،
لاَ يَقُولُ هَكَذا، لاَ، بَل يَقُولُ: اقْتُلُوا، قُولُوا، اذْهَبُوا.
****
مِثلُ
الَّذِي قَبْلَه، الّلسَانُ خَطِيرٌ جِدًّا، الّلسَانُ أَشَدّ مِن السَّيفِ،
السَّيفُ يُمكِنُ أَنْ تَقتُلَ بِه وَاحِدًا، اثْنَيْن، لَكنَّ الّلسَانَ تَقتُلُ
بِه أُمّةً.
****
الكَلِمَةُ
الوَاحدَةُ مِن كلاَمِ السُّوءِ المُحرَّمِ، مِن كَلاَمِ الفِتنَةِ يَهوِي بِهَا
فِي النَّارِ أَبعَدَ مِمَّا بَيْن المَشرِقِ وَالمَغرِبِ.
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «سَبْعِينَ خَرِيفًا»: سَنَةً؛ يَعنِي: فِي قَعرِ جَهَنَّمَ، وَهِي كَلِمةٌ وَاحِدةٌ خَبِيثةٌ.
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (3968).