×
شرح كتاب الفتن والحوداث

 الّذِي يَتَجنَّبُها، وَيَشتَغلُ بِالعِبَادةِ، يكُونُ كَالمُهَاجرِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

فَهَذا فِيه فَضلُ العمَلِ الصَّالحِ فِي وَقتِ الفِتَنِ، وأنَّ الإِنسَانَ لاَ يَدخُل فِيهَا، وَيَشتَغلُ بِالعِبادَةِ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثٌ إِذَا خَرَجْنَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مغربِها، والدَّجَّالُ، ودابّةُ الأَرْضِ»، هَذِه الآيَاتُ الكِبَار، يَنتَهِي قَبُولُ الإِيمَانِ والتَّوبَةِ، فَلاَ تُقبَلُ التَّوبَةُ، وَلاَ يَنفَعُ الإِيمَانُ، الّذِي يَأتِي بَعدَها؛ ﴿لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ [الأنعام: 158]، أمَّا إِذَا لَم تَكُنْ آمنَت إلاَّ بَعدَ طلُوعِ الشَّمسِ مِن مَغرِبِها، لاَ يَنفَعُ هَذَا، وَلاَ يُقبَلُ، قَالَ تعالَى: ﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَوۡ يَأۡتِيَ رَبُّكَ [الأنعام: 158]؛ يَأتِي - سُبحَانَه - لِلفَصلِ بَيْنَ العِبَادِ إِتيَانًا يَلِيقُ بِجَلاَلِه - سبحانه -.

﴿أَوۡ يَأۡتِيَ بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَۗ [الأنعام: 158]، وَهَذِه هِي طلُوعُ الشَّمسِ مِن مَغرِبِها. ﴿يَوۡمَ يَأۡتِي بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَ [الأنعام: 158]؛ يَعنِي طلُوعُ الشَّمسِ مِن مَغرِبِها. ﴿لَا يَنفَعُ نَفۡسًا إِيمَٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ [الأنعام: 158]؛ لأنَّه يُغلَقُ بَابُ التَّوبَةِ، إِذَا ظَهَرَت الشَّمسُ مِن مَغرِبِها، يُغلَقُ بَابُ التَّوبَةِ، ظَهَرَتِ الدَّابةُ، الدَّابَّةُ تَسِمُ النّاسَ؛ تَكتُبُ علَى المُسلِمِ مُسلِمٌ، وتَكتُبُ عَلَى الكَافِرِ كَافرٌ، ولاَ يَتُوبُ مِن الكفَّارِ أَحدٌ، ولاَ تُقبَلُ تَوبَتُه حِينَئذٍ، فَيُتَابعُ المُسلِمُ والكَافِرُ؛ يَقُولُ المُسلِمُ: يَا كَافِرُ، وَيَقُولُ الكَافِرُ: يَا مُسلِمُ.


الشرح