ولأبِي داود
وغيره: عن ذِي مِخْبَرٍ رضي الله عنه - وَكَانَ مِن أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم - قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
«تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، ثُمَّ تَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا
مِنْ وَرَائِهِمْ، فَتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَنْصَرِفُونَ، حَتَّى يَنْزِلُو
بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ فَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الرُّومِ: غَلَبَ الصَّلِيبُ،
وَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: بَلِ اللَّهُ غَلَبَ، فَيَثُورُ
الْمُسْلِمُ إِلَى صَلِيبِهِمْ وَهُمْ مِنْهُ غَيْرُ بَعِيدٍ فَيَدْفَعَهُ،
وَيَثُورُ الرُّومُ إِلَى كَاسِرِ صَلِيبِهِمْ فَيَضْرِبُونَ عُنُقَه، وَيَثُورُ
الْمُسْلِمُونَ إِلَى أَسْلِحَتِهِمْ فَيَقْتَتِلُونَ فَيُكْرِمُ اللَّهُ تِلْكَ الْعِصَابَةَ
مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِالشَّهَادَةِ، فَتَقُولُ الرُّومُ لِصَاحِبِ الرُّومِ:
كَفَينَاكَ العَرَبَ، فَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ
ثَمَانِينَ غَايَةٍ تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا» ([1]).
****
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «تُصَالِحُون الرُّوم صُلْحًا آمِنًا، ثُمَّ
تَغْزُوا أَنْتُمْ وَهُم عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِم، فَتُنْصَرُونَ، وَتَغْنَمُونَ،
وَتَنْصَرِفُونَ، حَتَّى يَنْزِلُونَ بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ»؛ يَعنِي:
تَجتَمِعُونَ أَنتُم وَهُم عَلَى قِتَالِ عَدوٍ لِلجَمِيعِ..
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «فَتَقُولُ الرُّومُ لِصَاحِبِ الرُّومِ: كَفَينَاكَ العَرَبَ،
فَيَجْتَمِعُونَ لِلمَلْحَمَةِ»؛ يَعنِي: القِتالُ بَينَهم وَبَيْن هَؤلاَءِ
الرُّومِ، الّذِين نَسَبُوا النَّصرَ إِلَى الصَّلِيبِ.
****