×
شرح كتاب الفتن والحوداث

قَولُه رضي الله عنه: «فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا»؛ عَرَفَ ذَلِك فِي وُجُوهِم مِن الخَوفِ.

قَولُه رضي الله عنه: «فَقَالَ: مَا شَأُنُكُمْ؟»؛ سَأَلَهم: مَا الّذِي أَثَّرَ فِيكُم؟

قَولُه رحمه الله: «قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ»؛ يَعنِي: سَببُ الخَوفِ هُو مَا ذَكَرَه النّبيُّ صلى الله عليه وسلم لأَِصحَابِه؛ مِن خُرُوجِ الدَّجّالِ، وَصِفَاتِه، وشِدّةِ فِتنَتِه، وَأنَّه يُهلَكُ بِه خَلقٌ كَثِيرٌ بسبَبِ فِتنَتِه، هَذَا الّذِي خَوَّفَهم.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ»؛ يَعنِي: هُنَاكَ فِتَنٌ غَيرُ الدّجَّالِ شَدِيدةٌ، يَخَافُها الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُمّتِه.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ»؛ يَعنِي: خَصمُهُ، إنْ يَخرُج وَالرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم فِيكُم، فَإنَّه يَكُونُ خَصمُه، وَيُجَادِلُه، وَيَرُدُّ شُبُهَاتَه، وَيُبطِل مَا جَاء بِه.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»؛ إنْ يَخرُج والرَّسولُ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ فِي أُمتِه، فَالمَرءُ حَجِيجُ نَفسِه، كلٌّ يُخَاصِم عَن نَفسِهِ، ويُدَافع عَن نَفسِه، وَاللهُ يُؤَيّدُه.

اللهُ جل وعلا يُؤَيّدُ المُؤمِنَ: ﴿يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ [إبراهيم: 27].

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ»؛ يَعنِي: صِفتُه أنّه شَابٌّ، ليْسَ كَبِيرَ السّنِّ.


الشرح