×
شرح كتاب الفتن والحوداث

 قولُه: «قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الأَرْضِ؟»؛ يَعنِي: مَا مُدّةُ بَقَائِه فِي الأَرضِ؛ إذْ ظَهَرَ، كَم يَبقَى فِي الأَرضِ؟

قَالَ: «أَرْبَعُونَ يَوْمًا»؛ أَربَعُونَ يَوْمًا، وَلَكنّ هَذِه الأَيّام مُتفَاوِتَةٌ؛ مِنهَا مَا هُو طَوِيلٌ، ومِنهَا مَا هُو مُتوَسّطٌ، ومِنهَا مَا هُو كَسَائرِ أيّامِنَا قَصِيرٌ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «يَوْمٌ كَسَنَةٍ»؛ يَومٌ فِي الطّولِ كَسَنةٍ؛ يَعنِي: يُمكِنُ اليَوم لمَّا يكُونُ اثنَتَي عَشْرَةَ سَاعَة - مَثَلاً - يَمتَدُّ، وَيكُونُ كَسَنَةٍ، كَطُولِ السَّنةِ اثْني عَشَرَ شَهْرًا، وهذَا مِن آيَاتِ اللهِ عز وجل، وَاللهُ عَلَى كلِّ شَيءٍ قَديرٌ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ»، وَيَومٌ آخَرُ يَكونُ كَشَهرٍ، ثَلاَثِينَ يَومًا، يَومٌ كَثَلاثِينَ يَومًا، ويَكُون اليَومُ الأَوّلُ كثَلاثِمَائَةٍ وستِّينَ يَومًا؛ سَنَةً.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ»؛ كَأُسبُوعٍ يَعنِي، يَومٌ كَأُسبُوعٍ، اليَومُ الثّالِثُ كَأُسبُوعٍ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ»؛ كَأَيَّامِنَا اثنَي عَشَرَ سَاعةً تَقرِيبًا، أَو أَقلَّ، أَو أَكثَرَ. هَذِه الأيّامُ مُتَفَاوِتةٌ.

قَولُه رضي الله عنه: «قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلاَةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: «لاَ اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ»»؛ هَذِه فَائِدةٌ عَظِيمةٌ: اليَومُ الّذِي كَسَنةٍ - اثني عَشَر شَهْرًا - كلُّه نَهَارٌ، كيفَ يُصَلِّي النّاسُ الصَّلَواتِ الخَمسِ الّتِي فَرَضَها اللهُ فِي اليَومِ وَالّليْلَةِ؟ قَالَ: اقْدُرُوا لَه، قَدِّرُوا هَذِه السَّنةَ أيَّامًا، فَمِقدَارُ اليَومِ الوَاحدِ مِنهَا صَلُّوا فِيهِ الخَمسَ صَلَوَاتِ، وهَذَا أَخَذَ مِنه العُلماءُ الآنَ كَيفِيّةَ صَلاَةِ الّذِين هُم فِي الشَّمَالِ والجَنُوبِ، فِي الشَّمَالِ الّذِين يَأتِي عَلَيهِم سَتّةُ أَشهُرٍ نَهَار، أَلَيسَ كَذَلِك؟ سِتّةَ أَشهُرٍ نَهَارٍ، كيْفَ يُصَلّون؟


الشرح