×
شرح كتاب الفتن والحوداث

وَنَشَرَ الإِسلاَمَ بَعْد الدَّعوَةِ إلَى اللهِ: أوَّلاً: الدَّعوَةُ إلَى اللهِ، ثمَّ الجِهَادُ، مَن لَم يَقبَلْ الدَّعوةَ، يُجَاهَد، هذَا هُو حَاصِلُ الخَبَرِ فِي المَدِينةِ وَأَهلِها.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «قَالَ: أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ؟»؛ يَسأَلُ الدَّجّالُ: أَقاتَلَه العَربُ؟ يَعنِي: هَذَا الرَّجلُ الّذِي بُعِثَ فِيكُم، هَل قَاتَلَه العَربُ؟ قَالُوا: نَعَم، قَاتَلَه العَربُ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ، مِنَ الْعَرَبِ، وَأَطَاعُوهُ»، قَد ظهَرَ عَلى مَن يَلِيهِ: القَرِيبُونَ مِنهُ مِن العَربِ ظهَرَ عَلَيهِم؛ يَعنِي: انتَصَرَ عَلَيهِم.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «قَالَ لَهُمْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ»، الدَّجّالُ الكَاذِبُ يَقُولُ: ذَلِك خَيرٌ لَهُم، اعتَرَفَ أنَّ اتِّبَاعَ الرّسولِ صلى الله عليه وسلم خَيرٌ لَهُم إنْ أَطَاعُوه.

قَولُه: «وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي»، انتَهَى مِن سُؤَالِه، وسَيُجِيبُهم عَنهُ حَقِيقَة.

قَولُه: «إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ، وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الأَرْضِ، فَلاَ أَدَعَ قَرْيَةً إِلاَّ هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً»؛ كمَا سَبَقَ فِي خَبرِ الدّجَّالِ.

قَولُه: «غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ»، أمَّا مَكّةُ وطَيبَةُ، فَلاَ يَدخُلُهما؛ تَحرُسُهما المَلائِكةُ عَلَى حُدُودِهما، وَلكِنَّ المنَافِقِين يَخرُجُون إِلَيه مِن المَدِينَةِ، يَخرُجُون إلَيه - والعِيَاذُ بِاللهِ -.

قَولُه: «فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً -أَوْ وَاحِدًا- مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا»؛ صَلتًا يَعنِي: مَسْلُولاً.


الشرح