يَستَنجِدُونَ بِهِم فِي الشّدَّةِ، فَهُم
صَارُوا أَسوَأَ حَالاً مِن المُشرِكِينَ الأَوَّلِين؛ لأِنَّ هَؤلاَءِ شِركُهُم
دَائِمٌ فِي الرَّخَاءِ وَالشّدَّةِ، أمَّا أَهلُ الجَاهِلِيّةِ، فَشِركُهُم
إنَّما هُو فِي الرَّخَاءِ، وَأَمَّا فِي حَالِ الشِّدَّةِ، فَيُخلِصُونَ للهِ عز
وجل.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «فَلَعِبَ بِهِمُ الْمَوْجُ شَهْرًا فِي الْبَحْرِ»، شَهْرٌ، فَتْرَةَ
شَهرٍ، وهُم يَلعَبُ بِهِم المَوجُ، خَطَرٌ عَظِيمٌ، مُدَّةً طَوِيلةً وهُم فِي
خَطرٍ، هَذَا تَمِيمُ بنُ أَوسٍ الدَّارِي ومَن مَعَه، الثَّلاَثُونَ الّذِينَ
مَعَه.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ، حَتَّى مَغْرِبِ
الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ السَّفِينَةِ»، أَرْفئُوا: يَعنِي
تَوقَّفُوا عِندَ جَزِيرةٍ فِي البَحرِ، رَسَتَ سَفِينتُهم عِندَ هَذِه
الجَزِيرَةِ؛ لأِنَّ البَحرَ لَه جَزَائر يُشبِهُ المُحِيطَاتِ؛ فِيهِ جُزُرٌ
كَبِيرةٌ وصَغِيرةٌ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ السَّفِينَةِ فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ،
فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ، كَثِيرُ الشَّعَرِ»؛ لمَّا دَخَلُوا هَذِه
الجَزِيرَةَ، لَقِيَتْهم دَابَّةٌ مِن الدَّوَابِّ التِي تسِيرُ فيِ الأَرضِ،
لَيْسَت إِنسَانًا وَلاَ حَيَوَانًا مَعرُوفًا، وَإِنّما هِي دَابَّةٌ غَرِيبَةُ
الشَّكلِ، لَيْسَت مِثلُ الدَّوَابِّ المَألُوفَةِ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ؛ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ»؛
مَكسُوَّةُ الشَّعرِ، لاَ يَعرِفُونَ رَأسَها مِن عَقِبِها.
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «فَقَالُوا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، قَالُوا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟»؛ تَنطِقُ، تَتَكلَّمُ بِإِذنِ اللهِ.