×
شرح كتاب الفتن والحوداث

 قَولُه صلى الله عليه وسلم: «قَالَتْ: أَيُّهَا الْقَوْمُ انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ، فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ»؛ يَعنِي: الدّجَّالُ؛ لأِنَّه كَانَ مَحصُورًا فِي هَذَا المَكَانِ، هَذِه الجَزِيرَةُ، كَانَ مُكبَّلاً فِي هَذِه الجَزِيرَةِ، وَهُو يَتَحسَّسُ الأَخبَارَ عَن المُسلِمِين؛ عَن مُحمَّدٍ وَأَصحَابِه.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «قَالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلاً فَرِقْنَا مِنْهَا»؛ يَعنِي: خَافُوا «أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً»، الدَّابَّةُ هذِه لمَّا أَخبَرَتْهم عَن وُجُودِ هَذَا الرَّجُلِ، خَافُوا أنْ تَكُونَ هَذِه الدَّابّةُ شَيْطَانًا؛ لأنَّ الشَّيَاطِينَ يَتَصوَّرُونَ فِي صُوَرِ الدَّوَابّ والحَيَوَانَاتِ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «قَالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا، حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا»؛ مَوثُوقٌ، مُكَبَّلٌ بِالأَغْلاَلِ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ، قُلْنَا: وَيْلَكَ مَا أَنْتَ؟ قَالَ: قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي، فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ، رَكِبْنَا فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ، فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا»؛ اغْتَلَمَ يَعنِي: اشتَدَّ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «فَقَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ»، يَسأَلُهُم عَن أَشيَاءَ فِي جَزِيرَةِ العَرَبِ، إذَا خَرَجَ، سَيَمرُّ بِهَا؛ بَيْسَانُ قَريَةٌ بِالشَّامِ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا: لَهُ نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لاَ تُثْمِرَ»؛ يَعنِي: النَّخلُ كَثِيرُ المَاءِ عِندَه، ولِذَلِك صَارَ نَخلاً حَيًّا، لَو لَم يَكنْ عِندَه مَاءٌ، مَاتَ؛ يَعنِي: سَيَأتِي عَلَيهِ وَقتٌ يُصَابُ، وَلاَ يُثمِرُ.


الشرح