المُسلمِين ويُحرضُونَهم عَلى وُلاة أمُورِهم، فَتحصُل
الفِتنَةُ وَيَفسُد الأَمرُ، وَعندَ ذَلكَ تَطيبُ للكَافرينَ النَّتيجَة فِي
التَّسلُّطِ عَلى المُسلمينَ.
فَوليُّ الأمْر المُسلِم مَهمَا كَان فِيه خَيرٌ كَثيرٌ
وَفيهِ مَصالِح عَظيمة، هُو بَشرٌ مَا هُو مَعصومٌ قَد يُخطِئ فِي بَعضِ
الأَوامِر، فَالطَّريقُ أنَّهُ يُناصَحُ فِي هَذَا سِرًّا، تُوصَلُ إِليهِ
النَّصيحَةُ سِرًّا وَيُبيَّنُ لَه طَريق الصَّوابِ، أَما الكَلامُ عَنهُ فِي
المَجالِس أَو أَشَّدُّ مِن ذلِكَ فِي الخُطَب أَو فِي المُحَاضَراتِ، فَهَذا
شَأنُ أَهلِ الشِّقَاق وَأهْلِ النِّفَاقِ وَأهلِ الشَّرِّ الذِين يُريدُون شَقَّ
عَصا الطَّاعَة.
السؤال: مَا رَأيُ فَضيلَتكُمْ فِي
بَعضِ الشَّبابِ الذِين يَتكلَّمُون فِي مَجالِسِهمْ عَلى وُلاةِ الأمُورِ
وَيسبُّونَهم وَيقُولون: إِنَّهُم لا يُحَكِّمُون شَرعَ اللهِ فِي هَذه البِلادِ؟
وَجَزاكمُ اللهُ خَيرًا.
الجواب: هَذَا كَلامٌ مَعرُوفٌ
أَنهُ بَاطلٌ، وَهؤلاَءِ إِمَّا أنَّهمْ يَقصِدُون الشَّرَّ وإمَّا أنَّهمْ
تَأثَّروا بِالدِّعَايات المُضَلِّلَة، مِن الذِين يُريدون سَلبَ هَذه النِّعمَةِ
التِي نَعيشُهَا، نَحنُ - وَللهِ الحَمدُ - عَلى ثِقةٍ مِن وُلاةِ أُمورِنَا،
وَعَلى ثِقةٍ مِن المَنهَجِ الذِي نَسيرُ عَليهِ وَللهِ الحَمدُ، وَليسَ مَعنَى
هَذا أنَّنا قَد كَمُلْنَا، وَأَنَّ لَيْسَ عِندَنا نَقصٌ وَلا تَقصِيرٌ، بَل
عِندَنا نَقصٌ. ولَكنْ يَجبُ أَن نَقُومِ بإصْلاحِه وَعِلاجِه بِالطُّرقِ الشَّرعِيَّة.
وَفِي عَهدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وُجِد مَن يَسرِقُ وَوُجدَ مَن يَزنِي، وَوُجِد مَن يَشربُ الخَمرَ وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُقيمُ عَليهمُ الحُدودَ، والشَّرعُ يُحَكَّمُ فِي هَذه البِلادِ وَللهِ الحَمدُ، فَنحنُ - وللهِ الحَمدُ - نُقيمُ الحُدودَ عَلى مَن تَبينَ وَثبتَ عَليهِ مَا يوجِب الحَدَّ، نُقيمُ القَصاصَ بِالقتْلَى، الخَيرُ مَوجودٌ وَللهِ الحمدُ، هَذا - وَللهِ الحَمدُ - خَيرٌ وَلو كانَ هُناكَ نَقصٌ، وَالنَّقصُ مِن طَبيعَةِ البَشرِ.