بَرقيَّة أَو رِسالَة وَتسلِّمهَا لَه بِيدِهِ
أَو تُعطيَها وَاحدًا مَوثوقًا يُسلمَها لَه بيدِهِ، هَذا طيبٌ.
السؤال: هَل هَذا القَول صَحيحٌ:
إِن الإِمامَ مَن يَجتمِعُ عَليهِ جَميعُ المُسلِمينَ فِي أنحَاء المَعمُورَة مِن
الشَّرقِ إلَى الغَربِ؟
الجواب: هَذا كَلامُ الخَوارِج،
الإِمامُ مَن بَايعَه أَهلُ الحَلِّ والعَقدِ مِن المُسلمِينَ، وَيلزَم البَاقُون
طَاعتَهُ. وَليسَ بِلازمٍ أَنه يُبايعُه كُلُّهم مِن المَشرقِ وَالمغرِب، رِجالاً
وَنساءً، هَذا لَيسَ مَنهج الإِسلامِ فِي عَقدِ الإمَامَة.
السؤال: هلِ الخُروجُ عَلى الأئِمةِ
يَكونُ بِالسيفِ فَقَط؟ أمْ يَدخلُ فِي ذلِكَ الطَّعنُ فِيهم وَتحريضُ النَّاس
عَلى مُنابَذتِهم وَالتَّظاهُرِ ضِدهُم؟
الجواب: ذَكرنَا هَذا، قُلنا:
الخُروجُ علَى الأئِمَّة يَكونُ بِالسَّيفِ، وَهذا أشَدُّ الخُروجِ وَيكون
بِالكلامِ، بِسبِّهِم وَشتمِهِم وَالكلامِ فِيهِم فِي المَجالِس وَعلى المَنابِر،
هَذا يُهيِّج النَّاس وَيحثُّهمْ عَلى الخُروجِ عَلى وَليِّ الأمْرِ، وَينقِصُ
قَدر الوُلاةِ عِندَهم، فَالكلامُ فِيه خُروجٌ.
السؤال: مَا الحُكمُ فِيمَن عَصى
أمْرَ الإمَام أوْ سبَّه؟
الجواب: مَن عَصى أمْرَ الإمَام
فَقد عَصى الرَّسُولَ عليه الصلاة والسلام، إذَا كَان لَم يَأمُر بِمعْصِيَة
فَعَصَاهُ فَقدْ عَصى الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وَكَذلِك إِذا سَبَّهُ. هَذا
مَذهبُ الخَوارِج هُم الذِينَ يسبُّونَ الأئِمَّة وَيتكلمُونَ فِيهم، وَيهيِّجُون
النَّاس عَليهم، هَذا مَذهبُ الخَوارج.
مَا قامَ مَن قَام عَلى عُثمانَ رضي الله عنه مِن صِغار السِّنِّ وَمِن الأوبَاش، إلاَّ بِسبَبِ ابنِ سَبأ الخَبيثِ، أصْبحَ يتكلَّم فِي المَجالِس وَيحرِّض النَّاس، حتَّى تَكالبَ ناسٌ مِن السُّفهاء والأوْباشِ وانتَهى الأمرُ بأنْ قتلوه رضي الله عنه.