المُسلِمين، وَأشدُّ مِن ذَلكَ إِذا كَفَّرَهم فَهَذا مِن
مَذهَب الخَوارِج. السؤال: مَا مَوقِفنَا مِن الذِين يُكفِّرونَ حُكَّام
المُسلِمِين اليَومَ جُملَةً وَتفصِيلاً؟ هَل هُم مِن الخَوارِج؟ أفِيدونا بَاركَ
اللهُ فِيكم وَجَزاكُم خَيرًا.
الجواب: الذِين يُكفِّرون عُمومَ
حُكَّام المُسلمِين هَؤلاَءِ مِن أَشدِّ الخَوارِج؛ لأنَّهم مَا اسْتثْنَوا
أحَدًا، وَحَكموا عَلى جَميع حُكامِ المُسلِمين بِأنَّهم كَفَرة، فَهذا أَشدُّ مِن
مَذهَب الخَوارِج؛ لأنَّهم عَمَّموا.
السؤال: هُناكَ منْ يدعُو الشَّبابَ
وَبخاصَّة فِي الإنْترنِت إِلى خَلع البَيعَةِ لِوليِّ أَمر هَذهِ البِلاد، وَسَببُ
ذَلكَ: وُجودُ البُنوكِ الرِّبويَّة وَكثرَةُ المنكَراتِ الظَّاهرَةِ فِي هَذه
البِلادِ، فَما هُو تَوجيهُكم؟ حَفِظكمُ اللهُ.
الجواب: تَوجيهُنا أَن هَذا كَلامٌ
بَاطلٌ وَلا يقبَلُ؛ لأِنَّه يَدعُو إِلى الضَّلال وَيدعُو إِلى تَفريقِ الكَلمَة،
وَهَذا يَجبُ الإنْكارُ عَليهِ وَيجبُ رَفضُ كَلامهِ وَعدمُ الالتِفَاتِ إليْهِ؛
لأِنهُ يَدعو إِلى بَاطلٍ، وَيدعُو إِلى منْكرٍ، وَيدْعُو إِلى شَرٍّ وَفتنَةٍ،
وَوجودُ المُنكرَاتِ فِي البَلدِ لاَ يَقتضِي كُفرَ الحُكامِ.
السؤال: البَعضُ يُهوِّنونَ مِن
شأنِ الخُروجِ عَلى الحُكامِ مُستدِلينَ بِما جَرى فِي وَقتِ الحَجَّاجِ، وَالذينَ
خَرجُوا وَعَلى رَأسهِم سَعيدُ بْنُ جُبيرٍ رحمه الله مَع الحَجَّاج حِين خَرجُوا
عَليهِ، فَبِمَ يُجابُ عَن ذَلكَ؟ أفتُونا مَأجورِين.
الجواب: هَذَا كَلامٌ لا أصْلَ لَه وَلا خِطَام وَلا زِمَام، المُسلِمُونَ مَا زالُوا مُلازِمِين لِلسَّمعِ وَالطاعَة، وَإنْ حَصلَ فِي بعْضِ الفَتراتِ شيءٌ مِن النِّزَاعاتِ، لَكنَّ جُمهورَ المُسلمِينَ يَلتزِمُون السَّمعَ والطَّاعَة، وَإن حَصلَ مِن بَعضِهم نِزاعَاتٌ أَو نَزَغَاتٌ فَإنَّهم يُنكِرونَ عَليه وَيجاهدُونَه، وسَعيد بْن جُبيرٍ رحمه الله مِن أئِمَّة التَّابِعين وَقُتلَ ظُلمًا، وَلو قُدِّر أنَّه حَصل مِنه خُروجٌ فَهَذا اجْتهَادٌ مِنه لا يُوافَق عَليهِ.