السؤال: دُكتُور يُدرِّسُنا فِي
الجَامعَةِ مَادَّة العَقيدَة، يَقولُ: إِنَّ السَّلف قَد قَسَّموا التَّوحيدَ
إلَى قِسمينَ، وأدْخَلوا تَوحِيد الأسْماءِ والصِّفَات فِي تَوحيدِ الرُّبُوبيَّة،
فَلما احْتيجَ إلَى بَيانِ الأسْماءِ والصِّفَات أُفرِد كَنوعٍ ثَالثٍ.
الجواب: هَذا صَحيحٌ، إِنَّ
الأسْماءَ والصِّفَات مِن تَوحيدِ الرُّبُوبيَّة، وَإنَّما أُفرِدت لَمَّا حَصلَ
فِيها الكَلامُ والجِدالُ، أَفردُوها وَصارَت نَوعًا ثالثًا، وَلِذلِك مِن
العُلمَاء مَن يَقول: التَّوحيدُ نَوعَان: تَوحِيدٌ فِي الطَّلب والقَصدِ، وَهذا
تَوحيدُ الألُوهِيَّة. وتَوحِيدٌ فِي المَعرِفَة والإثْباتِ، وَهذا تَوحِيدُ
الرُّبوبيَّة وَالأسْمَاء والصِّفَات.
تكملة السؤال: والنَّتِيجَة التِي رَتَّب عَليهَا
الدُّكتورُ هَذا الكَلامَ، قَال إنَّه لاَ حَرجَ عَلى مَن يَأتِي الآنَ لِيفرِدَ
تَوحيدَ الحَاكمِيَّة، نَوعًا رَابعًا لِشدَّة الحَاجة إليهِ؟
الجواب: تَوحيدُ الحَاكميَّة لاَ
يُفردُ، مَا أفْرَدهُ السَّلفُ وَلا أفْرَدهُ العُلمَاءُ؛ لأِنَّه دَاخلٌ فِي
تَوحيدِ الأُلوهيَّة، وَبعضُهمْ يَقولُ: دَاخلٌ فِي تَوحيدِ الرُّبوبيَّة.
والصَّحيحُ أنَّه دَاخلٌ فِي الاثْنينِ؛ فِي تَوحيد الرُّبوبيَّة وتَوحيدِ
الألوهِيَّةِ، أمَّا أنَّه يُجعلُ قِسمًا مُستَقلًّا، هَذا ابْتداعٌ، مَا قَال بِه
علَمَاء هَذهِ الأُمَّة، وَإنَّمَا قَال بهِ الحَركيُّون الذِينَ لَيسوا بِحُجَّة؛
لأِنَّهم يَهتَمُّون بِه فَقطْ وَلا يَهتَمُّون بِتوحيدِ العِبَادة.
السؤال: إِنَّه بِسببِ الأحدَاث
الأخِيرةِ أصبَحَ بَعضُ المُسلمِين يُوالي الكُفَّار؛ وَذلكَ لِفتوَى سَمعَها مِن
بَعضِ طَلبةِ العِلمِ، فَما حُكمُ ذَلكَ؟
الجواب: مَا أظنُّ أَنَّ هُناكَ مُسلمًا يُوالِي الكُفَّار، لَكنْ أَنتمُ تُفسِّرونَ المُوالاةَ بِغيرِ مَعناهَا، فَإن كَان يُواليهِم فَهوَ جَاهلٌ، أو لَيسَ مُسلِمًا، أَو مِنَ المُنافِقينَ، أمَّا المُسلِمُ فِإنَّه لاَ يوالي الكُفَّار.