الأمُور تَحتاجُ إلَى فِقهٍ وَإلى مَعرفَةٍ، أمَّا أنَّ
كُلَّ تَعامُل مَع الكُفارِ يُفسَّر أنَّه مُوالاة، هَذا مِن الجَهلِ وَالغَلطِ،
أو مِن التَّلبِيس عَلى النَّاس.
الحَاصِل: أنَّهُ لاَ يَدخلُ فِي هَذه الأمُورِ إلاَّ
الفُقهاءُ وَأهلُ العِلمِ، ولا يَدخُل فِيها طَلبةُ العِلمِ أنْصافُ
المُتعلِّمينَ، وَيخوضُون فِيها وَيُحلِّلون وَيُحرِّمون ويَتَّهِمون النَّاس
ويَقولُون: هَذهِ مُوالاةٌ، وَهُم لاَ يَعرفُون الحُكمَ الشَّرعيَّ، هَذا خَطرٌ
عَلى القَائلِ لأَنَّه يَقول عَلى اللهِ بِغيرِ عِلمٍ.
السؤال: هَل وُجودُ البنُوكِ
الرِّبويَّة وَوضْعُها فِي البِلاد دَليلٌ عَلى اسْتحْلالِ الرِّبا واسْتباحَتِه؟
الجواب: أكْل الرِّبا لاَ يَدلُّ
عَلى اسْتباحَةِ الرِّبا، أكْلُ الرِّبا كَبيرةٌ مِن كَبائرِ الذُّنوبِ،
والتَّعامُل بِالرِّبا كَبيرةٌ وَموبِقةٌ مِن المُوبقاتِ، لَكن لا يَدلُّ عَلى
كُفر المُرابِي، إلاَّ إِذا اسْتحلَّه، فَإذا اسْتحلَّه وَلو لَم يَأخُذهُ، إَذا
قَال: الرِّبا حَلالٌ فَهو كَافرٌ وَلو لَم يَأخذِ الرِّبا، فَإذا جَمع بَين
الجَريمَتينِ وَقال: الرِّبا حَلالٌ وَأخَذَهُ فَهاتَان جَريمَتَان وَالعِياذُ
بِالله؛ أَكلُه كَبيرَةٌ وفِسقٌ، واسْتحلاَلُه كُفرٌ.
السؤال: كَثُر فِي هذِه الفَترَة
السَّبُّ والطَّعنُ فِي العُلماء الكِبارِ والحُكمُ عَليهِم بِالفِسق والكُفرِ
خَاصَّة بَعد صُدورِ الفَتاوَى فِي التَّفجيراتِ، وأَنَّ عِند عُلمَائِنا ضَعفٌ
فِي الوَلاء والبَراء! فأرْجُو أَن تُوجِّهوا لَنا نَصيحَة فِي الكَلامِ فِي هَذا
المَوضُوع، وَما حُكمُ الرَّدِّ عَلى القَائلِ بِهَذا؟
الجواب: الوَاجبُ عَلى الجَاهلِ أنْ لاَ يَتكلَّم، وَأنْ يَسكُتَ وَيخافَ اللهَ عز وجل، وَلا يَتكلَّم بِغير عِلمٍ، قَال تَعالَى﴿وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]، ﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33].