×

فَلا يَجوز لِلجَاهِل أَن يَتكلَّم فِي مَسائلِ العِلمِ وَلا سِيَّما المَسائِل الكِبارُ؛ مِثل التَّكفيرِ والجِهادِ والوَلاءِ والبَراءِ. وَأمَّا النَّميمَةُ والغِيبَةُ والوَقيعَةُ فِي أعْراضِ وُلاةِ الأمْرِ، والوَقيعَةُ في أعْراضِ العُلماءِ فَهذهِ أشَدُّ أَنواعِ الغِيبَة وَهذَا أَمرٌ لاَ يَجوزُ، وأمَّا مَسألةُ الأحْداثِ التِي حَدثتْ وَالتِي تَحدُث، وأمثَالُها فَهِي مِن شُؤونِ أهْلِ الحَلِّ والعَقدِ، هُمُ الذِين يَتَباحَثونَ فِيها ويَتشَاوَرونَ فِيها، وَمِن شَأنِ العُلماء أنْ يُبيِّنُوا حُكمهَا الشَّرعِيَّ.

وَأمَّا عَامةُ النَّاس والعَوامِ، وأمَّا الطَّلبةُ المُبتَدؤون فَليسَ هَذا مِن شُؤونِهم، قَال اللهُ عز وجل: ﴿وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا [النساء: 83].

فَالواجبُ إمساكُ اللسَانِ فِي القَول فِي مِثل هَذه المَسائل، لا سِيَّما فِي التَّكفيرِ وَالولاءِ والبَراءِ، والإِنسَان فِي الغَالبِ جَاهلٌ بِتطبيقِهِ، قَد يُطبِّقهُ خَطأ، ويَحكُم عَلى النَّاس بِالضَّلال والكُفرِ، وَيرجِع حُكمُه عَليهِ؛ لأِنَّ الإِنسَان إذا قَال لأِخيهِ: يَا كَافرُ يَا فَاسقُ وَهو لَيس كَذلكَ رَجع ذَلكَ عَليهِ والعِياذُ بِالله.

الأمْرُ خَطيرٌ جِدًّا وَعَلى الذِي يَخافُ اللهَ عز وجل أَن يُمسِك لِسانَهُ إلاَّ إِن كَان مِمَّن وُكِّلَ إلَيهِ الأمْرُ، وَهُو مِن وُلاةِ الأمْرِ أوِ العُلمَاءِ، فَهذا لا بُدَّ أَن يَبحَث فِي هَذا الأمْر ويَتحرَّى الحَلَّ، أمَّا إِذا كَان من عَامَّة النَّاس ومِن صِغار طَلبةِ العِلمِ، فَليس لَه الحَقُّ أن يُصدرَ الأحْكامَ عَلى النَّاس وَيقعَ فِي أعراضِ النَّاس وهُو جَاهلٌ، وَيغتَاب وَيتكلَّم فِي التَّكفيرِ والتَّفسيقِ وغَير ذَلكَ هَذا يَضر المُتكلِّمَ بِه.


الشرح