على المُسلِم أن يُمسِكَ لِسانهُ وَأن لا يَتكلَّفَ مَا
لا يَعنيهِ، وَعليهِ بِالدُّعاءِ لِلمسلِمينَ بِالنَّصرِ، والدُّعاءِ عَلى
الكفَّار بِالعقُوبَةِ، هَذا وَاجبٌ عَليكَ.
أمَّا أنْ تَتناوَل الأحْكامَ الشَّرعيَّة وَتُخطِئ
وَتتكلَّم فِي أعرَاض وُلاةِ الأمْر والعُلمَاء، وتَحكُم عَليهِم بِالكُفرِ أو
بِالضَّلالِ، فَهذا خَطرٌ عَظيمٌ عَليكَ أنْتَ يَا أيُّها المُتكلِّم، وَأمَّا هُم
لاَ يَضرُّهُم كَلامُك فِيهم، وَاللهُ أعْلَم.
السؤال: مُعامَلةُ الكُفارِ
بالإحْسانِ هَل هُو مِنَ المَودَّةِ والمُظاهَرة؟ وَكيفَ تَكونُ؟
الجواب: إذَا أحْسنُوا إليْنَا،
نُحسِن إلَيهِم، قَال تَعالَى ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ
يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ
وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]. هَذا إِحسانٌ مِنهُم، إذا أحسَنوا
إلَينَا نُحسِنُ إلَيهِم فِي أُمورِ الدُّنيَا، إذَا أعْطاكَ هدِيَّة تعْطيهِ
هَديةً، وَالنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قَبِلَ هَديةَ الكُفارِ؛ لأنَّ قَبولَ
الهَديَّة مِن التَّعامُل الدُّنيوِيِّ ولا بَأس بِها.
السؤال: هُناكَ منْ يَقولُ: إِنَّ
مُوالاةَ الكُفار وُمظاهرَتَهُم تَكونُ عَلى ثَلاثَة أوْجه:
الأوَّلُ: أنْ تَكونَ تَولِّيًا تامًّا مُطلقًا عَامًّا
فَهذا كُفرٌ مُخرجٌ مِن المِلةِ.
الثَّاني: أنْ تَكونَ لأِجلِ تَحصيلِ مَصلَحةٍ خَاصَّةٍ،
ولَيسَ هُناك مَا يُلجئُ إِليهَا مِن خوفٍ ونَحوِه، وَهذا حَرامٌ لَيس بِكفرٍ.
ثالثًا: أنْ تَكونَ بِسببِ خَوفٍ مِن الكُفَّار، وَالحُكمُ فِي ذَلك الجَوازُ بِشرطِ أنْ يَكون التَّولِّي فِي الظَّاهر دُون البَاطنِ.