وقال
سبْحَانه: ﴿وَإِمَّا
تَخَافَنَّ مِن قَوۡمٍ خِيَانَةٗ﴾؛
يعني إذا كانوا معاهَدين: ﴿فَٱنۢبِذۡ إِلَيۡهِمۡ عَلَىٰ سَوَآءٍۚ﴾ [الأنفال: 58].
إذَا أرَدتَ أَن تُنهِي العَهد الذِي بَينكَ وَبينهُم
فَإنَّك تُعْلِمُهم؛ تُعلِن هَذا لَهم حَتَّى يَكونُوا عَلى بَيِّنة، فالعُهودُ
لَيست بِسهلَة، اللهُ جل وعلا يَقول: ﴿وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسُۡٔولٗا﴾ [الإسراء: 34]، العُهودُ لا يَجوز نَقضُها إلاَّ
بِمبرِّر شَرعيٍّ، وَيكون هَذا بِإذنِ الإمَام وَبأمرِ الإمَام الذِي عَقد مَعهُم
هَذا العَقد، هُو الذِي يتَولى العَقد، وهُو الذِي يَتولَّى النَّقضَ عِند
المُسوِّغ لَه، هَذا مِن صَلاحيَّات الإمَام وَليسَ هُو مِن صلاحيَّات كُلِّ أَحد.
السؤال: مَا حُكم الجِهاد فِي هَذا
الوَقتِ مَع مَنعِ وَليِّ الأمْر؟
الجواب: ليسَ هُناكَ جِهادٌ إلاَّ
بِإذنِ وَليِّ الأمْر، وَلا يَجوز الافْتِياتُ عَليه، لاَ بُدَّ مِن رَايةٍ وَلا
بُدَّ مِن إذنِ وَليِّ الأمْر؛ لأِنَّ هَذا مِن صَلاحيَّتهِ، وَكيف تُقاتِل وَأنتَ
لَستَ تَحتَ رَاية وَلا تَحت إِمرة وَليٍّ لِلمسلِمين؟
السؤال: هَل يُقدَّم الإنْكَارُ
عَلى عُبَّاد القُبورِ والأوثانِ وأهْلِ البِدع عَلى جِهادِ الكُفَّار؟
الجواب: هُم كُلُّهم كُفَّار، عُبَّاد القُبور كُفَّار وَما بَينهُم فَرقٌ وَبينَ الكُفَّار، لَكن رُبَّما يُقالُ: إِنَّ عُبَّاد القُبور مُرتدُّون؛ لأنَّهُم كَانوا مُسلمِينَ ثُمَّ عَبَدوا القُبورَ فَارتدُّوا، فَيُعاملُون مُعامَلَة المُرتَدِّينَ.