السؤال: هُناكَ مَن يَقول: إِنَّ
وُلاةَ الأمْر والعُلماءَ فِي هَذه البِلاد قَد عطَّلوا الجِهاد، وَهذا الأمْر
كفرٌ باللهِ. فَما هُو رأيُكم فِي كَلامِه؟
الجواب: هَذا كَلام جَاهلٍ، يَدلُّ
عَلى أنَّه مَا عِنده بَصيرَة وَلا عِلم وأنَّه يُكفِّر النَّاس، وَهذا رأيُ
الخَوارِجِ، هُم يُدورُون عَلى رَأي الخَوارِج والمُعتزِلَة، نَسأل اللهَ
العَافيةَ، لَكن مَا نُسيءُ الظَّنَّ بِهم، نَقولُ: هَؤلاءِ جُهالٌ يَجبُ عَليهم
أنْ يَتعلَّموا قَبل أنْ يَتكلَّموا، أمَّا إِن كَان عِندهم عِلمٌ وَيقولونَ
بِهَذا القَول، فَهذا رَأيُ الخَوارجِ وَأهلِ الضَّلال.
السؤال: المُتأمِّل فِي حَال
المُسلمِين اليَوم يَرى بَعضَ المُسلمِين وَتسلُّط بِني جِلدتِهِم عَليهِم،
وأنَّهم لا يَملكُون مِن الأسلِحة «المُدمِّرة
الذَّرِّيَّة» شَيئًا، بَل إنَّها عِند عَدوِّهِم وأنَّ حَالهُم أشبَهُ مَا
تَكونُ بِحال المسْلِمين بالعَهد المَكِّي، فَهل يَسقطُ عَنهمُ الجِهادُ فِي مثْل
هَذه الظُّروفِ، وَيشتَغلُون بِالدَّعوَة والتَّربيَة والإصْلاحِ فَقط،
وَيُعِدُّون العُدَّة وَعِند الحصُول عَلى قوَّة قَريبَة مِثل قُوَّة الكُفَّار
وَوجودِ القِيادة الصَّالحَة يَبدأ التَّفكِير بِالجِهاد؟
الجواب: نَعم، اللهُ جل وعلا يَقولُ ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ [التغابن: 16]. والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ، فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» ([1])، فَإذَا كَانَ المُسلِمونَ لا يَستطيعونَ قِتالَ عدُوِّهِم فَإنَّهم لا يُقاتِلونَه إلاَّ إذَا حَاصرَهم، فإِنَّهم يُقاتِلونَه قِتالَ دِفاعٍ، أمَّا قِتال الطَّلبِ وَالغَزو، فَهذا لا يَكون إلاَّ إذَا توَفَّرت مُقوِّماتُه، وَلا يَجوز لِلمسلمِين أنْ يَبقَوا علَى حَالِهم وَعلَى ضَعفِهم، بَل يَجبُ عَليهِمُ الإعْدادُ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7288)، ومسلم رقم (1337).