الجواب: نَعم هَذا نَصٌّ فِي المَوضوعِ،
أنَّ الإمَام جُنَّة يَعني: سُترةٌ لِلمسلِمين يَتستَّرُون بِه مِن عَدوِّهِم
ويُقاتِلُون مِن وَرائِه، يَعنِي مِن وَراءِ هَذه الجُنَّة، لا شَكَّ أنَّ قيَادة
المُسلِمين وَإمامَة المُسلِمين أنَّه نِعمَة عَظيمَة لِلمسْلِمِين، يُقاتِلون
مَعهُ وَيقُودهُم وَيدبِّرُهم وَيَرى الرَّأي السَّديدَ لَهم وَيختَار لَهم،
فِالإمَام نِعمةٌ مِن اللهِ، الإمَام يُقيمُ الحُدودَ، الإمَام يُؤدِّي الحُقوقَ
إلى المَظلُومِين، الإمَام يَبسُط اللهُ بِه الأمْن عَلى البِلاد، الإمَام نِعمَة
مِن اللهِ عز وجل.
السؤال: يَذهبُ بَعضُ الشَّبابِ فِي
هَذهِ الأيَّام إِلى الجِهاد فِي مَناطِق مُتفرِّقَة، وَيرون أنَّ ذَلكَ فَرضُ
عَين، وَذلكَ بِإفتَاء بَعض طلابِ العِلم لَهم، فَهل فِعلُهم هَذا صَحيحٌ؟
الجواب: لا يَجُوز لَهُم أَن يَذهَبوا إلاَّ بِإذنِ الإمَام لأِنّهم رَعيَّة وَالرَّعيَّة لاَ بُدَّ أنْ تُطيعَ الإِمامَ فَإذا أَذنَ لَهم فَإنَّه يَبقَى أيْضًا رِضا الوَالِدين، فَلا يَذهبُ إلاَّ بِرضا وَالدَيهِ؛ لأنَّه جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ: «أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ» ([1])، فَأرجَعَه إلَى وَالدَيْه، فَدَلَّ عَلى أنَّه لا بُدَّ مِن إِذنِ الوَالِدَينِ بَعد إِذنِ وَليِّ الأَمْر.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3004)، ومسلم رقم (2549).