×

 لَها أُصولٌ مَا هِي فَوضى، فَإذَا أَذنَ لَك وَليُّ الأمْرِ وَأذِنَ لَك وَالدَاك وَعندَك اسْتِطَاعة فَلا بَأس.

السؤال: مَا حُكم الذَّهاب إلَى الجِهاد دُون إذْن وَليِّ الأمْر؟ مَع أنَّه يُغفَر لِلمُجاهِد مِن أوَّل قَطرَة مِن دَمهِ وَهل يَكونُ شَهيدًا؟

الجواب: لا يَكونُ مُجاهِدًا، إذَا عَصى ولِيَّ الأمْر وَعَصى وَالدَيهِ وَذهَب، فإنَّه لاَ يَكونُ مُجاهِدًا بَل يَكُون عَاصيًا.

السؤال: هَل يَجِب الجِهادُ فِي وَقتِنا هَذا؟ وَمَا هُو الرَّدُّ عَلى مَن اسْتَدلَّ بِقول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ بأَذْنَابِ الْبَقَرِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لاَ يَرفَعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ» ([1]).

الجواب: إذَا كَان لِلمُسلِمِين قُوَّة يَقدِرُون عَلى الجِهَاد وَعَلى الغَزوِ فِي سَبيلِ اللهِ، فَهَذا يَجبُ عَلى وَلِي الأَمر؛ لأنَّه مِن صَلاحيَّات وَليِّ الأمْرِ أنَّه يُكوِّن جُيوشًا لِلغزوِ وَيقودُ الجُيوشَ بِنفسِه أَو يُؤَمِّر عَليهَا، كَما كَان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يفعَلُ ذَلك.

أمَّا إِذا كَان المُسلِمُون لاَ يَستطِيعُون قِتال الكُفَّار فَهُم يُؤجِّلُون الجِهَاد إِلى أَن يَقدِرُوا، وَلَكن يكُون قِتالُهم فِي هَذه الحَالِ مِن بَاب الدِّفَاع، فَيدافِعُون مَن أرَاد بِلاَدهُم أو غَزا بِلادَهم، فإنَّهم يقَاتِلونَهُم دِفاعًا عَن حُرُمَاتهم.

وأمَّا إذَا كَان فِيهم قُوَّة فَإنَّهم يُقاتِلون قِتال طَلبٍ لِنشر الإسْلامِ، وهَذا يَكون تَحتَ رَايَة يَعقدُها وَليُّ أَمر المُسلمِين وَيتولاَّها بِنفسِهِ أَو يؤَمِّر عَليهَا من يَنُوب عَنه، وَهَذا شَيءٌ مَعرُوف فِي كُتبِ الجِهاد وَكُتب العَقَائد؛


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3462)، وأحمد رقم (4825)، وأبو يعلى رقم (5659).