السؤال: مَا قَول الشَّرعِ فِيما حَدث
بِالأمْسِ مِن التَّفجِير فِي الرِّياضِ؟ هَل هُو جَائزٌ أم حَرامٌ؟
الجواب: أظُنُّ جَمِيعكم تَعلمُون
أنَّه حَرامٌ، جَميعُكُم يَعلمُ أنَّ هَذا اعْتِداءٌ وَترْويعٌ لِلآمِنينَ وَسفكٌ
لِدماءٍ لا يَجوز سَفكُها وَإن كَانتْ كَافرةً؛ لأنَّها دَخلتْ فِي العَهدِ
وَالذِّمَّة، فَلا يَجوز الغَدرُ بِهم. قَال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ
رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» ([1])،
هَذا وَعيدٌ شَديدٌ فَلا شكَّ أَنَّ هَذا حَرامٌ، وَهذَا إجْرَام والعِياذُ
بِاللهِ، وهَذا شَرٌّ عَلى المُسلِمينَ، وإلْحَادٌ فِي بِلاد المُسلِمين وإضْرارٌ
بالمُسلِمينَ، وَمَن ضَارَّ المُسلِمينَ ضَارَّهُ اللهُ، فَلا يَجوزُ هذا.
السؤال: هَل تَجُوز العَمليَّات
الانْتحارِيَّة؟ وَهل هُناك شُروطٌ لصحَّة هَذا العَملِ؟
الجواب: اللهُ جل وعلا يَقولُ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ
تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ
كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا ٢٩وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ عُدۡوَٰنٗا وَظُلۡمٗا فَسَوۡفَ نُصۡلِيهِ
نَارٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا ٣٠﴾
[النساء: 29- 30]، وَهَذا يَشمَل قَتلَ الإِنسَان نَفسَه وَقتلَه لِغيرِه بِغيرِ
حَقٍّ، فَلا يَجُوز لِلإِنسَان أنْ يَقتُل نَفسَه، بَل يُحافِظ عَلى نَفسِه غَايةَ
المُحافَظةِ، وَلا يَمنعُ هَذا أنَّه يُجاهِد فِي سَبيلِ اللهِ وَيُقاتِل فِي
سَبيلِ اللهِ وَلو تَعرَّض لِلقَتلِ وَالاستِشهَاد، هَذا طَيبٌ.
أمَّا أنَّه يَتعمَّد قَتلَ نَفسهِ فِي العَمليَّات الانتحارِيَّة فَهذا لا يَجوزُ، وَفي عَهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعض الغَزواتِ كَان وَاحدٌ مِن الشُّجعَان يُقاتِل فِي
([1]) أخرجه البخاري رقم (3166).