×

 سَبيلِ اللهِ مَع الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ إنه قُتلَ، فَقال النَّاس - يثنونَ عَليهِ -: مَا أبْلَى مِنَّا أحَدٌ مِثل مَا أبْلى فُلانٌ. قَال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «هُوَ فِي النَّارِ». هَذا قَبلَ أنْ يَموتَ.

فَصعُبَ ذَلك عَلى الصَّحابَة، كَيف مِثل هَذا الإِنسَان الذِي يُقاتِل وَلا يَترُك مِن الكُفَّار أَحدًا إلاَّ تَبِعه وَقتلَه يَكونُ فِي النَّار؟! فَتبعَه رَجلٌ وَراقبَه وَتتبَّعهُ بَعدما جُرحَ، ثُم فِي النِّهايَة رَآه وَضعَ مِقبَض السَّيفِ عَلى الأرْض وَرفَع ذُبابَته إِلى أعْلَى ثمَّ تَحامَل عَلى السَّيفِ وَدخل مِن صَدرهِ وَخرجَ مِن ظَهرهِ، فَماتَ الرجلُ، فَقالَ هَذا الصَّحابِيُّ: صَدقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ([1])، وَعرَفوا أنَّ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لاَ يَنطِق عَن الهَوى، لِمَاذا دَخل النَّارَ مَع هَذا العَملِ؟ لأنَّه تعَمَّد قَتلَ نَفسِه وَلم يَصبِر، فَلا يَجوزُ للإِنسَان أَنَّه يَقتُل نَفسَه.

السؤال: هَل التَّفجِيراتُ والعَمليَّات الانْتحَاريَّة وَسيلةٌ مِن وَسَائل الدَّعوَة؟

الجواب: هَؤلاءِ الذِين يَقومُون بِهذِه الأعْمالِ يَجبُ أنْ يُدْعَوا إلَى اتِّباعِ كِتاب اللهِ وسُنَّة رَسولِه صلى الله عليه وسلم هُم بِحاجَةٍ لِلدَّعوةِ، فَكيفَ يَدعُون النَّاس وَهُم يَقومُونَ بالتَّفجِير والتَّخرِيب؟ هَذه لَيسَت بِدعْوةٍ، هَذا تَنفِيرٌ والعِياذ بِاللهِ وَتخرِيبٌ.

هَل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم دعَا بِهذَا يَومَ أنْ كَان فِي مكَّة هُو وأصْحَابُه؟ هَل كَانُوا يُخرِّبُون؟ حَاشَا وكَلا، بَل كَان يَدعُو إِلى رَبِّه بِالحِكمَة والمَوعظَة الحَسنَة، والجِدالِ بِالتِي هِي أحْسنُ، ويَطلبُ مِن النَّاس أنْ يُؤيِّدوهُ ويُساعِدُوه، دُون أنْ يَعملَ مَعهم أعْمالاً تَخريبِيَّةً؛ لأنَّ هَذا يَضرُّ المُسلمِين أَكثرَ، وَيُفرِح الكُفَّار.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3062)، ومسلم رقم (111).