×

 أَمَّا أَنَّهُم يَدخلُون الجَزِيرة لِلمُعَاملةِ والتَّعَامُل ثُمَّ يَخرجُونَ فَهذا لاَ مَانِعَ مِنهُ، وَالذِي يُخرجُ الكُفَّار مِن جَزيرة العَربِ هُو وَليُّ الأمرِ، وَليسَ ذَلكَ مِن حَقِّ كُلِّ أحَد، فَالخِطَاب لِوُلاةِ أمُورِ المُسلِمِين يُخرجُونَهم إِذا قَدَروا عَلى ذَلِك.

السؤال: هلْ وُجودُ الكفَّارِ فِي هَذه البِلادِ يُبيحُ قَتلَهُم وَاغتِيَالهُم؟ وَخاصَّةً أَنَّ مَن يُجَوِّز هَذا العَمَلَ يَستدلُّ بِحَديثِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ».

الجواب: إِذا دَخَل الكافِرُ بِعَهدٍ مِن وَليِّ الأمرِ أَو بِأمانٍ، أَو جَاء لأِداءِ مُهمَّة وَيرجِعُ، فَلا يَجوزُ الاعتِداءُ عَليه، الإِسلامُ دِين وَفاءٍ، لَيسَ دِينُ غَدرٍ وخِيانَةٍ، فَلا يَجُوز الاعْتداءُ عَلى الكَافرِ الذِي هُو فِي عُهدَتِنا، وتَحت أمَانِنا، وَلا يَتحدَّثُ العَالمُ أنَّ الإسْلاَم يَغدرُ بِالعُهودِ ويَخونُ بِالعُهودِ، هَذا لَيسَ مِن الإسْلامِ.

وَقولُه صلى الله عليه وسلم: «أَخْرِجُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ» ([1])، هَذا حَديثٌ صَحيحٌ، لَكنْ لَيس مَعنَاه: أَن يُقتَل المُعَاهِد والمُستَأمن، وَمَن هُم تَحتَ عُهدتِنَا، بَل هَذا فِي اليَهودِ والنَّصَارى الذِين لَيسَ بَينهُم وَبينَ المُسلمينَ عَهدٌ وَلا ميثاقٌ، والمُخاطَبُ بِإخرَاجِهم وَليُّ أَمر المُسلِمينَ وَليسَ عَامَّة النَّاس.

السؤال: مَا هُو الفَرقُ بَين الذِّمِّي وَالمُستأمَن وَالحَربِيِّ؟

الجواب: الذِّمِّي: الذِي يَدفَع الجِزيَة كَاليَهودِ والنَّصارَى والمَجُوس، الذِين تُؤخَذ مِنهُم الجِزيَة، هَذا هُو الذِّمِّي.والمُسْتأمَن الذِي دَخل بِلادَ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3168)، ومسلم رقم (1637).