×

 وكذلك قولُه تعالى في المنافقين: ﴿وَلَقَدۡ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلۡكُفۡرِ وَكَفَرُواْ بَعۡدَ إِسۡلَٰمِهِمۡ [التوبة: 74] فرتَّبَ الكفرَ على قول كلمةِ الكفرِ بعد الإسلام.

السؤال: ما حُكْمُ مَن يَسُبُّ اللهَ ورسولَه، ويَسُبُّ الدِّينَ، فإذا نُصِحَ في هذا الأمرِ تعلَّل بالتكسُّبِ وطلَبِ القُوت والرِّزق؟ فهل هذا كافرٌ أم هو مُسلم يحتاج إلى تعزير وتأديب؟ وهل يُقال هنا بالتفريق بين السبّ والسابّ؟

الجواب: لا يجوزُ للإِنسَان أن يكفُرَ بالله بالقول أو بالفعل أو بالاعتقاد، ويقول: إن هذا لأجل طلب الرِّزق! فالرزقُ عند الله سبحانه وتعالى، واللهُ جل وعلا يقول: ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣ [الطلاق: - 2- 3] فالرزقُ بيدِ الله عز وجل، والله جل وعلا حكَمَ بالكُفْرِ على مَنْ آثَرَ الدنيا على الآخرةِ، قال سبحانه وتعالى في وَصْفِ المُرتَدّين والمنافقين: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ [النحل: 107]، فحكَمَ عليهم بأنّهم تركُوا إيمانَهُم بسببِ أنّهم يُريدون أنْ يعيشوا مع النَّاس، ويكونوا مع النَّاس، وقال تعالى ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ [التوبة: 59]، فلو توكّلُوا على اللهِ لرَزَقَهُمُ اللهُ عز وجل. وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لما ذَكَرَ الفِتَن: «يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه مسلم رقم (186).